الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أيها الشاب: طلب الفتاة من أهلها هو الأسلم والأدوم!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

التقيت في السنة الماضية بفتاة تدرس معي في الكلية، وقد أعجبتني تلك الفتاة، وقد نصحتموني -جزاكم الله خيراً- بألا أكلمها؛ إلا أن القدر لعب دوراً في هذا الأمر، إذ جاءت وكلمتني على أساس أنني زميل لها في هذه الكلية، وأنها تثق بي والحمد لله، استطعت الصبر طوال سنة كاملة، ولم أفتح لها موضوع الخطبة، وجعلت علاقتي بها مقتصرة على أن أقدم لها بعض المساعدة في أوقات الدراسة: كتقديم بعض الأوراق المفيدة، والإشارة على المسائل المهمة؛ فهل أحاسب على ذلك؟ مع العلم أنني والحمد لله لم أقف معها في مكان خلوة، بل في كل مرة يكون معها أصدقاؤها.

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Elar87 حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فقد أحسن من استمع إلى التوجيه، وابتعد عن مواطن الريبة، ومرحباً بك مجدداً في موقعك وبين آباء وإخوان يسألون الله لك التوفيق والسداد.

ولا يخفى عليك أن الرجل قد يعجب بالفتاة وهذا أمر طبيعي، ولكن شريعتنا العظيمة ترسم الخطوات الصحيحة، وتقنن ذلك الإعجاب والميل ضمن الأطر والضوابط الشرعية، ولأنه لم يُر للمتحابين مثل النكاح، فإننا ندعوك إلى أن تتقدم لطلب يدها، وتطرق باب أهلها، ولا ننصحك بأن تخطبها من نفسها؛ فإن ذلك يضعف ثقتك فيها مستقبلاً، ويضعف من ثقة أهلها فيها، ويعرض علاقتكم للخطر والفشل، وهذا ما ينبغي أن ينتبه له شبابنا وفتياتنا.

ولا شك أن السير في الطريق الصحيح سوف يضمن لك موافقة أهلها، ويجعلك تتعرف على أوضاع أسرتها، وعلى أحوالهم ودينهم، أما إذا سار الإنسان في الطريق الآخر فتتابعت النظرات والكلمات والجلسات والخلوات، فإن ذلك يجلب الآهات، وقد يكون الجزاء هو الحرمان والرفض فيظل القلب مجروحاً: (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) [النور:63].

وأرجو أن يعلم شبابنا في الجامعات أن الآباء والأمهات، والأعمام والعمات، والأخوال والخالات في الغالب يجهزون أزواجاً لبناتهم، وزوجات لأولادهم، وتشتد الأزمة إذا جاءت بنتهم العفيفة برجل أجنبي، تزعم أنه يحبها دون اعتبار لأهلها، وحتى لو كان الشاب صالحاً، والفتاة صالحة، فإنه يصعب قبول هذا الأسلوب، وتتجلى هنا عظمة الشريعة، وحمايتها للمرأة، كما أن الشريعة تحفظ حق الولي الذي هو مرجع الفتاة إذا طلقها زوجها، أو مات عنها.

والولي أحرص الناس على مصلحة الفتاة؛ ولذلك (لا نكاح إلا بولي) فكن عوناً للفتاة على الخير، واسلك الطريق الصحيح، واحرص على طرح الأمر على أسرتك في البداية، وامش بخطوات ثابتة.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله، وأرجو أن تشغل نفسك بدراستك، وتهيئ نفسك للحياة الجديدة، وأنت أعلم بظروف أهلك، واعلم أن التفكير في الزواج دليل على العفة، ولكننا نتمنى أن يكون في الوقت المناسب ووفق الضوابط الشرعية والأعراف المرعية.

ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً