الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية التعامل مع تردد الفتاة في القبول بالزواج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

مشكلتي أني شاب مقبل على الزواج وأنا الآن في مرحلة اختيار شريك الحياة المناسب، وقد وضعت في أسس الاختيار مجموعة من المقاييس حسب ما وجهنا إليه النبي (صلى الله عليه وسلم)، وأولها وأهمها الدين والخلق.

ولقد وجدت فتاة تتوفر فيها المواصفات المطلوبة، وهي فتاة جامعية ذات خلق ودين وفهم ووعي وجمال ومن عائلة طيبة، والفارق بيننا في السن ليس فارقاً كبيراً، والمستوى الاجتماعي والثقافي متساوٍ بيننا، وتسكن في نفس الحي الذي أسكن فيه ونعرف بعضنا.

وقد تقدم لها عدة شبان قبل أن تصل للمرحلة الجامعية ورفضت الزواج، وعندما أردت أن أعرض عليها الأمر صليت الاستخارة واستفسرت عنها ثم أرسلت لها أحد العائلة وعندما طرح عليها الموضوع ردت عليه أنها ستفكر ودامت مدة التفكير شهراً كاملاً، ثم لما عادت من الجامعة في فترة العطلة عاودت الاتصال بها عن طريق فرد آخر من العائلة وطلبت مدة أخرى للتفكير.

ولما طالت مدة التفكير طلبت منها أن تعطيني رداً وكان ردها أنها لا تفكر في الزواج حالياً وأنها لا ترفضني أنا كشخص بل اعترفت بأنني شخص ذو خلق ودين ومحترم في المجتمع ومن عائلة طيبة خيرة تتمناه كل فتاة، وعند اللقاء بها عرضت عليها أمر الزواج وشرحت لها الموضوع جيداً من كل الجوانب لكن بقيت مترددة وغير قادرة على اتخاذ القرار مع أنها تعرفني جيداً لأننا نسكن في حي واحد.

وكان الرد أنها مرة تقول لي: إنها لا تفكر في الزواج الآن، ومرة تقولي لي: أعطني مهلة للتفكير ومرة تقول لي: لابد أن يكون معي أحد من العائلة لأتخذ قراراً مثل هذا، ومرة حتى أستشير عائلتي، مع أن عائلتها غير معترضة على أن أخطبها، ومرة توحي لي أنها راضية دون أن تصرح بذلك.

ولذلك أعطيتها مدة أخرى للتفكير، وشرحت لها أن الزواج بها لن يكون بعد شهر أو شهرين، وإنما أريد القيام بخطوة واحدة وهي الخطوبة، ثم تكمل دراستها، وإن أرادت أن تعمل فلا مشكلة لدي ثم نتفق على الزواج بكل راحة وحددت معي موعداً للقاءها.

وعند اللقاء بها تكرر نفس الجواب وتتهرب من الجواب وتقول لي: إنك لديك أسلوب إقناع رائع وأنني شخصية جيدة، وقد سألتها كم من مرة أين المشكلة ولكنها لم تجبني، وقالت: إنها غير عارفة وتحاول أن تصرفني عن نظرها، فأحسست أنها متخوفة من الزواج ومترددة في اتخاذ القرار، فما سبب ذلك؟

ساعدوني لكي أقنعها بالقبول فقد أعطيتها مدة أخرى للتفكير، وأنا على موعد معها بعد أسبوعين وهذا للفصل في الموضوع.

كما أني معجب بها من ناحية أخلاقها ودينها وجمالها ولا أريد أن أتركها لأنني أظن أنها الفتاة المناسبة لي وهي خياري الوحيد وليس لدي خيارات أخرى، مع أن عائلتي وجدوا لي اختيارات أخرى غير أنني أريد هذا الاختيار.

وشكراً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ali حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الاختيار الأوفق هو ما تختاره أنت ولنفسك، ولا مانع من الاستماع إلى أفراد عائلتك والنظر في اختياراتهم وكلامهم مع ضرورة شكرهم وتقدير ما يقومون به.

وأرجو أن تسبق فترة اللقاء الأخير زيارة من قبل محارمك من النساء للفتاة وأهلها، وحبذا لو وجدتم فتاة قريبة منها في السن لتتعرف على ما في نفسها وتستطيع أن تتوصل إلى الأسباب الحقيقية لترددها، فربما كان سبب التردد وجود أفكار خاطئة عن الزواج أو عن الرجال عموماً، وقد يكون سبب التردد هو وجود مشاكل بين زوجين في محيط أسرتها، وربما كان سبب التردد هو أفكار صديقاتها عن الزواج وربما وربما، فإذا عرف السبب بطل العجب.

ولست أدري لماذا لم تذهب مباشرة إلى أهلها وتأتي البيوت من أبوابها لأن هذا هو المقبول شرعاً وفيه عون لك على النجاح؛ لأن أهلها إذا شاهدوك وعرفوا أهلك وجلسوا معك استطاعوا أن يؤثروا عليها، فإن بعض الفتيات تكون وجهة نظرها من خلال انطباعات وملاحظات أهلها، ولعل هذا الجانب كان واضحاً في قولها حتى أرجع لعائلتي.

ولعل من المفيد التعرف على أسباب رفضها للخطاب السابقين، وهل الدراسة وحدها كانت هي السبب؟ وهل بالإمكان تواصلها مع الموقع حتى نستمع لمخاوفها وأسباب ترددها؟ وتستطيع أن تفعل ذلك دون أن يطلع على استشارتها أحد، ونحن لإخواننا وبناتنا في مقام الأب الشفوق والأخ الحنون.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بضرورة التعامل مع الأمر بحكمة وحنكة وهدوء، وإذا كنت غير مستعد للزواج الآن فأعطاها فرصة أكبر للتكفير حتى لا يندم أحدكم على قراره مع ضرورة الاستخارة والمشاورة والنظر لكافة الجوانب.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً