الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نصح الصديقة المعاقة بعدم الارتباط برجل معاق لما سيواجهانه من مصاعب في الحياة

السؤال

السلام عليكم

لي صديقة عندها شلل أطفال، تزوجت من رجل يجلس على كرسي متحرك، ويحتاج إلى رعاية شديدة في القيام والجلوس - حتى الحمام - شفاه الله وعافاه، المشكلة هي أني نبهت صديقتي أن هذا الزواج غير متكافىء لأنها من الصعب على ظروفها أن تتحمل ذلك، ولكنها جزاها الله كل خير أرادت الثواب، وهي الآن منذ سنوات أصبح جسمها يتأثر بسبب المجهود الشاق، وخاصة مع ظروف مادية سيئة من البداية، وهي راضية، ولكنها تعبانة جداً، ولا تستطيع بالطبع التراجع، وأتمنى أن يعينها الله.

سؤالي: هل أذنبت بنصيحتي لها؟ وهل رفضي أنا أيضاً لزيجة مثل ذلك لأني أرتدي جهازاً لشلل الأطفال أنا أيضاً وحالتي أسوأ منها، ولكني كنت صريحة مع نفسي أني لا أستطيع تحمل هذه المسئولية التي أراها مجسدة أمامي في حياة صديقتي فهل أنا على صواب؟

وشكراً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Wumdetaml حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن الإنسان أعلم بنفسه، ولا يلام على رفضه إذا أحسن الاعتذار، وسوف تؤجر صديقتك إذا صبرت واحتسبت، ونسأل الله أن يوفقها ويسدد خطاها، وأن يجعل لها ولزوجها فرجاً ومخرجاً، وإذا تذكر الإنسان لذة الثواب نسي ما يجد من الآلام، ونسأل الله أن يكتب لكم التوفيق والسداد وأن يجنبكم الشرور والآثام.

لا شك أن هذه الأخت تواجه صعوبات، ولكن الحياة لا تخلو من الصعاب؛ لأنه لا راحة لأهل الإيمان إلا في رحاب الجنان؛ ولذلك قيل للإمام أحمد: أين الراحة؟ فقال رحمه الله: ( عند أول قدم يضعها الإنسان في الجنة ) والزواج يحقق الراحة الجسدية والنفسية وفيه عون على طاعة رب البرية، ومن هنا فنحن ندعوك إلى القبول بالرجل المناسب صاحب الدين متى طرق بابكم، وسوف يقدر ظروفك وأنت كذلك تقدرين أوضاعه وقد يرزقكم الله بأطفال بررة يكونون عوناً على مواصلة مشوار الحياة، ويكونون في صحائفكم؛ فإن أعمال الناس تنقطع بموتهم إلا من ثلاث: علم ينتفع به، أو صدقة جارية، أو ولد صالح يدعو له، والولد الصالح يشمل الذكر والأنثى، والولد الصالح هو محور الحديث؛ لأنه إذا وجد يمكن أن يتصدق عن والديه ويستغفر لهم ويفعل كثير من الأشياء النافعة.

أما نصحك لها بعدم الإقدام على هذا الزواج غير المتكافئ فلا تأثمين بذلك، بل على العكس تؤجرين على نصيحتك؛ لأن الدين النصيحة، لكن نرجو ألا تذكري لها أن زواجهما كان غير متكافئ حتى لا تحزن، طالما أن الكفاءة هنا ليست الكفاءة الشرعية بمعنى الدين والخلق وغيرهما..وإنما غاية الأمر أنهما سيواجهان شيئاً من صعوبات الحياة بسبب هذه الإعاقة، لكنهما سيجتازانها بجميل صبرهما، وحسن تسليمهما لقضاء ربهما.

نسأل الله أن يسهل أمرك وأمرها وأن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه.

ومرحباً بك وشكراً على تواصلك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً