الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الإعجاب المتبادل بين الشاب والفتاة وموقف الشرع منه

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لقد بدأت قصتي عندما أعجبني شاب عمره 17 عاماً، وهو مجتهد، وأخلاقه حسنة، حيث كنت أراه دائماً، أي إعجاب من بعيد... ولكن الأمر وما فيه هو أنه يبرهن عن إعجابه لي بنظراته، وبعد مدة اكتشفت أنه يراقبني منذ دخولي للمرحلة الثانوية، كما لاحظت أن كل أصدقائه يعلمون أنه يبدي إعجابه بي.

ومن الغريب في الأمر، هو أنني أعرف أخته الصغرى فقامت بإعطائي (Msn) والله العظيم ما كنت أعرف بأنه ملك أخيها، ومنذ ذلك الوقت وأنا أكلمه وهو يعرف أنني أنا من أكلمه، فماذا يمكنني أن أفعل؟ وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Naima حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن أخت الشاب هي خير من توصل مشاعرك تجاهه، وليس من الصعب على الفتاة أن تصارح أخرى بما في نفسها، ولكن الذي يهمنا هو ضرورة تصحيح الوضع لتكون العلاقة شرعية ومعلنة، فإننا نخاف من كل علاقة تتخفى عن الأعين والأسماع ولا تراعي الأحكام الشرعية:(( فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)) [النور:63].

وإذا كان الإعجاب متبادل فما المانع من إعلان الرغبة في الارتباط الرسمي وإلا فليس أمامكما إلا قطع الصلة والابتعاد، والإسلام لا يرضى بالعلاقات العاطفية خارج الأطر الشرعية، ولا يعترف بميل لا ينتهي بالزواج، فإنه ليس للمتحابين مثل النكاح، ونحن نتمنى أن يعلن إعجابه ورغبته لأهلك وليس لأصدقائه، مع ضرورة أن يكون أهله أيضاً على علم بما يحصل حتى لا تحصل عوائق لهذه العلاقة في المستقبل.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بضرورة الابتعاد عن هذا الشاب، وفي ذلك اختبار لصدقه، فإن كان فيه خير، فسوف يبحث عنك ويطرق باب أهلك، وسوف تكسبي بذلك ثقة أهلك وثقته فيك، وتنالي بحرصك على تطبيق الشرع رضوان الله، ونحن نقول هذا لأن بعض الشباب يريد مجرد قضاء الوقت، فإذا حان وقت الجد بحث عن فتاة أخرى، وربما فرض أهله عليه إحدى قريباته.

واعلمي أن الحب الحقيقي يبدأ بالرباط الشرعي، وأنه يكتسب قوته بمرور الأيام والتعاون على طاعة من لا يغفل ولا ينام، ومرحباً بك في موقعك وشكراً لك على السؤال والاهتمام، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يحفظك من الشر والآثام.

وبالله التوفيق والسداد ..

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً