الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاقة الاكتئاب بالقولون العصبي

السؤال

السلام عليكم.

أعاني من الاكتئاب والقولون العصبي منذ حوالي ثمان سنوات، ومنذ فترة ليست بالقصيرة -سنتين تقريباً- بدأت معي أعراض لا أعرف سببها، وهي العصبية الزائدة ولو على أتفه الأمور ودون سبب، وكذلك كثرة التفكير في الأمور التافهة والبسيطة حتى تنتهي، وكذلك الخوف من الموت.

علماً بأني خسرت كثيرا في تجارتي في الفترة الأخيرة، وقد ذهبت إلى طبيب نفسي وأخبرني بأني أعاني من اكتئاب، ووصف لي هذه الأدوية (Stablon 50 mg) و(Dogmatil 50 mg)، وهي عبارة عن ثلاث حبات يومياً من كل نوع، وقد قال إنك تأخرت في العلاج وسوف تطول فترة علاجك، ولم أشعر بأي تحسن أثناء استعمال هذه الأدوية، وعندما ذكرت ذلك للدكتور غضب علي وقال لي: "ماذا أعمل لك؟ عليك بالصبر" فماذا أفعل؟!

وأنا متعب للغاية، فدلوني على العلاج الصحيح وعلى إيجاد مخرج يخرجني من هذه الحالة.

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ بندر . ف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله تعالى لك الشفاء والعافية.

هناك ارتباط كبير جداً بين الاكتئاب النفسي والقلق النفسي والقولون العصبي، وربما يكون لديك نوع من الاستعداد للقلق والتوتر، وهذا أدى إلى الاكتئاب وكذلك إلى القولون العصبي، وهذه الأحوال النفسية يمكن علاجها تماماً بإذن الله تعالى.

فأرجو منك أن تمارس الرياضة بصورةٍ جيدة وبصورةٍ ملتزمة؛ فالرياضة تؤدي إلى امتصاص طاقات الغضب، وتؤدي إلى زوال القلق، وترفع كثيراً من معدل الصحة النفسية، خاصة للإخوة الذين يعانون من الأعراض النفسوجسدية مثل حالتك.

وبجانب الرياضة لابد أن تكون إيجابياً في تفكيرك، ولابد أن تكون متواصلاً اجتماعيا، فهذا كله إن شاء الله يفيدك تماماً، وما ذكره لك الأخ الطبيب ربما يكون من قبيل أنه يود أن تكون أكثر التزاماً بعلاجك، ولأن كثيراً من الناس لا يلتزم بتناول الدواء.

وأما الأدوية التي وصفها لك وهي الدوجماتيل والاستبلون فهي أدوية جيدة، ولكن بالطبع نعرف تماماً أن استجابات المرضى تختلف من إنسان إلى آخر، فلذلك أود على ضوء ذلك أن أصف لك مجموعة مختلفة من الأدوية، وأرى أنها إن شاء الله سوف تفيدك، فهناك دواءان أود أن تبدأ في تناولهما، فالأول يعرف باسم فلونكسول، والفلونكسول جرعته هي نصف مليجرام صباحاً ومساء، وتتناوله لمدة ثلاثة أشهر، ثم تخفض الجرعة إلى حبةٍ واحدة في الصباح لمدة شهرين، ثم تتوقف عنه.

والدواء الآخر وهو الدواء الأساسي يعرف باسم زولفت أو لسترال، فأرجو أن تتناوله بمعدل حبة واحدة بجرعة 50 مليجرام ليلاً، تناوله بهذه الجرعة لمدة ستة أشهر، ولابد أن يكون هناك التزام قاطع بالدواء في زمانه وجرعته الصحيحة، وبعد مدة الستة أشهر خفض الدواء لحبة يوم بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناوله.

وإن شاء الله سوف تجد فائدة كبيرة جداً من هذين الدوائين، ولكن في نفس الوقت لابد أن يكون لديك إرادة التحسن وأن تكون إيجابياً في تفكيرك وأن تنظم وقتك وأن تمارس الرياضة، وأن لا تكتم أيضاً كل الأمور التي لا ترضيك، فحاول أن تفرغها وذلك بالحوار الجيد وبالحوار المرن، وبالحوار الذي يقوم على الاحترام مع الآخرين، فهذا التفريغ النفسي أيضاً يعتبر علاجاً جيداً وفعالاً.

أسأل الله لك التوفيق والشفاء.
وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً