الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الخوف من المشاكل والمشاجرات وعلاقته بضعف الشخصية

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
لقد حدثت مشكلة بين زميلاتي في العمل، ووصل الخبر إلى مدير الشركة، وكنت في البداية متحيزة لإحدى الزميلات فأخذت الزميلة الأخرى موقفاً مني ولامتني، وقد عاتبتها على تصرفها مع الزميلة الأخرى، وتم الصلح بيني وبينها، فغضبت الزميلة الأولى مني؛ لأني تصالحت معها.
والآن أريد أن لا أكون مع أحد، وأن أُخرج نفسي من المشكلة كلها، لكي لا أصل إلى المدير، وأدخل في المشاكل معهم، فهل هذا يدل على الخوف وضعف الشخصية؟ لأني أخاف من المشاكل، ولا أريد أن يخاصمني أحد.
وأحس دائماً من نفسي أنني هكذا، حتى في البيت لا أحب الصياح ولا الكلام الكثير، وأخاف من المواجهة مهما يكن الأمر.
وجزاكم الله ألف خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سجى أحمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فلا يمنعك الخوف من الإدلاء بالشهادة إذا طلبت منك، أو إذا أحسست أن سكوتك سوف يترتب عليه ضياع حق وحصول ظلم، واعلمي أن الله يقول: ((وَلا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ))[البقرة:283]، وأفضل من ذلك أن تحرصي على أن تصلحي بين أخواتك بأن تقولي خيراً وتنمي خيراً، والصلح خير، فإن تعذر ذلك فكوني مع المظلومة حتى تنال حقها، واعلمي أن نصرك للظالمة، إنما يكون بأخذها إلى طريق الحق والإنصاف.
وأرجو أن يعلم الجميع أن الوقوف مع الحق من واجبات هذه الشريعة، كما أن رد الظالمة إلى صوابها من أساسيات الإخوة الإيمانية، وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم ما اعتاده العرب من قولهم: (انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً)، وكانت العبارة على ظاهرها، وكانوا كما قال الشاعر:
لا يسألون أخاهم حين يندبهم في النائبات على ما قال برهاناً
فصوبها النبي صلى الله عليه وسلم حين علمهم أن نصرة الظالم إنما تكون برده إلى الحق وأطره عليه أطراً، وقد قال الصديق رضي الله عنه في أيام خلافته القوي فيكم عندي ضعيف حتى آخذ الحق منه، والضعيف فيكم عندي قوي حتى آخذ الحق له.
ونحن نتمنى أن يتفهم المدير ما حصل، ويحسن التعامل مع المشكلة، وسوف يساعد على ذلك عودة المياه إلى مجاريها، ولا يحل للمسلمة أن تهجر أختها فوق ثلاثة أيام، والخيرة منهن هي التي تبدأ بالسلام وترغب في الإصلاح، وأرجو أن يعلم الجميع أنه ليس من شروط الصداقة والأخوة المشاركة في الصواب والخطأ، وموافقتها في الخصومة عون لها على التمادي على الخطأ، واعلمي أنه لن يستفيد من الخصومة سوى الشيطان الذي همه أن يغرس العداوة والبغضاء.
ونحن ننصحك بتقوى الله وبضرورة الحرص على إصلاح ذات البيت، فإن فساد ذات البين تحلق الدين، والله تبارك وتعالى يقول: ((لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا))[النساء:114].
فأخلصي في نية الإصلاح، واذكري أحسن ما سمعت، وانشري الخير، وأبشري بالأجر والثواب.
ومرحباً بك في موقعك، ونسأل الله أن يرد أخواتك إلى الصواب.
وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً