الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إمكانية الزواج من الرجل وأهله غير موافقين!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لقد تمت الخطبة بدون موافقة أهل خطيبي بعد أكثر من سنة من المحاولات الجادة والكثيرة لإقناعهم؛ حيث إني أكبر من خطيبي بثلاث سنوات، ونحن الآن مقبلون على الزواج، ولكني أريد أن أعرف حكم الدين في الزواج دون موافقة أهل الزوج؛ حيث إني متمسكة به، وقمت بكل المحاولات لإقناعهم ولكن دون جدوى!

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رانيا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فلست أدري لماذا يرفض أهله الزواج بك؟! وهل أسباب رفضهم شرعية أم لا؟ وكيف نشأت العلاقة بينكما دون موافقة أهله؟ وهل كانت العلاقة محكومة بضوابط الشرع؟ ومرحباً بك وبه في موقعكم، ونسأل الله أن يقدر لكم الخير ويوفقكم لما يحبه ويرضاه، وأن يغفر لنا ولكم.

نحن نوصيكما بمراجعة حياتكما حتى تستقيم على أمر الله، ولا بأس من الاستمرار في محاولات الإقناع حتى بعد الزواج؛ لأنه لا مانع من إكمال المشوار إذا لم تكن مبررات الرفض شرعية؛ لأن الرجل مطالب بطاعة والديه في المعروف، أما إذا كان الرفض من غير سبب فعلى زوجك أن يفعل ما يرضي الله، ولا مانع من إتمام الزواج، وأرجو أن تحرضي زوجك على البر بأهله والتواصل معهم، وتكرار المحاولات لإقناعهم، كما أرجو أن تطلبي مساعدة العلماء والفضلاء في ذلك.

إذا وجد الأهل منك الأدب وحسن التعامل فإنهم في الغالب سيغيرون رأيهم، وعليك بكثرة اللجوء إلى الله؛ فإن قلوب العباد بين أصابعه يقلبها كيف يشاء سبحانه.

أرجو كذلك أن يعرف أسباب رفضهم ويحاول إزالة المخاوف التي توجد عندهم.

هذه وصيتي للجميع بتقوى الله ونحن نتمنى أن يستفيد الشباب من مثل هذه القصص؛ فإن رفض الأهل في الغالب يكون لأنهم عرفوا الأمر في وقت متأخر، وهذا من الأخطاء الكبيرة، وأرجو أن يعلم كل رجل أنه مطالب بالقيام بحق والديه وبحق زوجته، وأنه يجد كل عون إذا وجد التوافق والانسجام بين زوجته وأهله.

يبدو من كلامك أن سبب الرفض هو أنك تكبرينه بثلاث سنوات؛ فإن كان هذا هو السبب، فليس بسبب شرعي، حتى لو كنت أكبر من ذلك، والدليل على عدم اعتبار فارق السن في الزواج، ما حصل من زواج أكرم الخلق بأمنا خديجة -رضي الله عنها- حيث كان سن النبي -صلى الله عليه وسلم- 25 سنة، وكان سنها 40 عاماً.

المقصود أن المعتبر في الزواج هو الدين والخلق، فإذا توفرا بقي النظر إلى أركان العقد، ومن أهمها موافقة ولي المرأة والشهود، ولا ينبغي أن يتم العقد بمعزل عن أركان عقد الزواج الأساسية كما يحصل بما يسمى في الزواج العرفي، فإن هذا لا يجوز ولا ينبغي، فوجب التنبيه على ذلك.

نسأل الله أن يكتب لكم التوفيق والسداد، وأن يقدر لكم الخير ثم يرضيكم به.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً