الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية التصرف مع سلوكيات الطفل المزعج والعدواني مع الآخرين

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
طفلي يبلغ من العمر سنتين وأربعة أشهر، وهو مزعج وعدواني، وإن لعب مع الأبناء فلا يدري كيف يلعب معهم، فكلهم يخافون منه لأنه يعضهم بأسنانه، ونحن الوالدين نعاني من مشكلة العض بالأسنان، ويضربهم على وجوههم بأظفاره، وإن رأى شيئاً في البيت يأخذه ويرميه (كاسات، وثلاجات، وغيرها)، وفي بعض الأحيان عنيد ولا يستجيب، ونأتيه بالرفق واللين والكلمة الطبية ولكنه يستجيب في بعض الأحيان، وفي بعض الأحيان نضطر إلى ضربه ولكنه عنيد أيضاً، فما أدري ماذا أصنع معه، فهو عنيد وعدواني ومزعج وحركي بشكل غير متصور مع نحافة جسمه.

وفي بعض الأحيان لا أستطيع الذهاب إلى بيوت الأصدقاء تجنباً للإحراجات لي ولأمه من قبل الأصدقاء لكثرة حركاته وتصرفاته وإزعاجه وتكسيراته من أواني وزهور وغيرها، حتى أنه يلفت الأنظار لكثرة حركاته وتصرفاته، فنرجو منكم إفادتنا في هذا الموضوع.

ولكم منا جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو خلود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فكثرة الحركة والعدوانية عند الأطفال إذا جاز التعبير في هذا السن ربما تكون مؤشراً غير مباشر على أن الطفل يعاني أيضاً من ضعف في التركيز أو أن الطفل يحتج بهذه الطريقة على وضع لم يروق له، وهذه الحالات أيضاً نشاهدها لدى بعض الأطفال الذين لديهم تأخر بسيط في المقدرات المعرفية وفي الذكاء، أرجو ألا يكون كلامي هذا مزعجاً بالنسبة لك ولكنها هي الحقائق العلمية، فإذن من المفترض يجب أن يتم تقييم الطفل التقييم الصحيح، وبما أنك موجود في دولة قطر فنصيحتي لك يا أخي أن تقدم نفسك إلى العيادة النفسية إلى قسم الطب النفسي وإن شاء الله سوف يقوم المختصون بمناظرة الطفل وفحصه وملاحظته وإجراء الفحوصات اللازمة عليه ومن ثم تقوم عملية الإرشاد النفسي والعلاجي، هذا هو الوضع الصحيح بالنسبة لكثرة الحركة لدى الأطفال، ونحن نعرف أن 10إلى 15% من الأطفال يعانون من هذه الحالة، وفي بعضهم تكون هذه الحركة شديدة للدرجة التي تخل بالتركيز والتحصيل الدراسي، نحن لا ننزعج كثيراً لكثرة الحركة إلا بعد أن يبلغ الطفل خمس سنوات من العمر لأن كثرة الحركة في سن سنتين أو ثلاث غالباً ما تتحسن وتختفي مع مرور الزمن، ولكن إذا ظلت كثرة الحركة بعد خمس سنوات فهنا بالطبع سوف تكون مرضية ومعيقة للطفل ولابد أن تعالج.

والذي أقوله لك أخي الكريم هو أن يتم تجاهل تصرفات الطفل بقدر المستطاع، أنا أعرف أن ذلك قد يكون صعباً ولكن التفاعل معه بضربه أو نهيه بقوة هذا يؤدي إلى ردود أفعال من جانبه ويؤدي إلى مزيد من العناد والعنف في التصرفات، فإذن التجاهل يعتبر وسيلة علاجية سلوكية معروفة.

الطريقة الثانية هي أن يلفت نظر الطفل إلى نشاط آخر؛ فعلى سبيل المثال حين يكون الطفل في لحظة ثورة غضب يمكن أن أقدم له لعبه مفضلة إليه وذلك بالابتسامة وأن أحضنه. هذا النوع من التحفيز أيضاً يؤدي إلى إجهاض العنف من جانب الطفل بإذن الله تعالى.

الشيء الثالث هو في بعض الأحيان حين يكون الطفل أيضاً في لحظات الغضب والصراخ والعض يؤخذ ويوضع في غرفة لوحده، وهذا يسمى بالحبس العلاجي نضعه لفترة 10 إلى 15دقيقة ونغلق عليه الغرفة، بالطبع لابد أن نتأكد من سلامته بمعنى ألا تكون هنالك أي معدات حادة حوله، ومن المتوقع أن يصرخ الطفل ويبكي ولكن وجد أنه بتكرار مثل هذا العلاج السلوكي سوف يقل التصرف السلبي من جانب الطفل.

رابعاً: أرجو أن تتاح له دائماً الفرصة بأن يلعب مع الأطفال الآخرين دون أن نشد الانتباه إليه بمعنى أن نتركه لوحده يمكن أن يكون ذلك مع الأطفال الآخرين أطفال الأقارب أو الاصدقاء، فهذا إن شاء الله يساعده كثيراً، وعموماً هذه الإرشادات الأساسية بالنسبة للطفل في هذا العمر، وكما ذكرت مسبقاً سيكون فحصه ومناظرته هي الوسيلة الأفضل حيث أن الإمكانات متاحة لعمل ذلك.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً