الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يوجد ما يسمى بالحب العذري في شريعة الله؟

السؤال

أنا أتعلم في مدرسة ثانوية وفي يوم من الأيام أحببت فتاة من فتيات المدرسة. سؤالي هنا: هل الحب العذري أو الطاهر حرام في الشريعة الإسلامية أم لا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فإننا نشكر لابننا اهتمامه بالسؤال، ونرحب به في موقعه، ونسأل الله أن يحفظه، ونؤكد له أننا في مقام الأخ الشفيق والوالد الحنون، ونسأل الله له الهداية والتوفيق.

وأرجو أن يعلم كل شاب أن استعجال الشيء قبل أوانه يتسبب في حرمانه، والدخول إلى هذا النفق المظلم يجلب الآلام والحسرات والرسوب في الامتحانات، والأخطر من ذلك أنه يغضب رب الأرض والسماوات ويحطم آمال الأعمام والعمات والأخوال والخالات ويؤلم الآباء والأمهات.

ولا يخفى على أمثالك من الفضلاء النجباء أن شريعة الله لا تقبل ما يسمى بالحب العذري الطاهر العفيف – هكذا يزعمون –؛ لأن الحب الحقيقي الشرعي لا يكون إلا بعد الرباط الشرعي المعلن الواضح المشهود عليه وهو الذي يفرح به الأهل والجيران والأحباب ويحزن بسببه عدونا الشيطان.

ومثل هذا التصرف مرفوض وعواقبه سيئة وذلك للأسباب الآتية:
1- لأنه مخالف لشريعة الله.

2- لأنه يقوم على المجاملة والكذب وإظهار المحاسن دون المساوئ.

3- لأنه يشغل قلب الإنسان ويعطله عن القيام بعظيم المهام ويبعده عن حب الرحيم الرحمن.

4- لأنه دون علم أهل الفتى والفتاة ومصيره الرفض والعناد.

5- لأنه حصل للوهلة الأولى وهو في الحقيقة مجرد إعجاب غاب فيه العقل وسيطرت فيه عواطف الشباب وهي عبارة عن عواطف تجر الندامة والعذاب.

6- لأنه من تزيين عدونا الذي أمرنا ربنا بعدوانه فقال: (( إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا ))[فاطر:6].
ومن هنا فنحن ننصحك بالآتي:

1- عليك بتقوى الله في السر والعلن.

2- البعد عن أماكن وجود الفتيات وتذكر أنك مأمور بغض البصر وإنما لك النظرة الأولى (نظرة الفجأة) وليست لك الثانية.
3- تذكر أن محافظتك على عرضك تبدأ من صيانتك لأعراض الآخرين ولا تفعل مع بنات الناس ما لا ترضاه لأختك أو عمتك أو خالتك.

4- لا تؤسس أي علاقة عاطفية إلا بعلم أهلك ومباركتهم.

5- تذكر أن معظم الفتيات لا يملكن قرارهن ومن السهولة التخلي عنك في أي لحظة.

6- تذكر أن الإسلام يرفض كل علاقة لا تكون معلنة وواضحة ولا يقبل بأي علاقة لا يكون الهدف منها هو الزواج.

7- احرص على عمارة قلبك بحب الله، واجعل بقية محبوباتك تنطلق من شريعة الله.

8- أعلم أن نظر الله إليك أسرع من نظرك إلى الفتيات، والنظر سهم مسموم، والسهم المسموم يفسد الجسد كما أن النظرة تفسد قلب صاحبها.

وفي الختام لك حبنا وتقديرنا، ونحن سعداء بمن يواصل مع آبائه وإخوانه، ونحن ننتظر من أمثالك أن يكون ناصحاً لإخوانه، وأميناً على أعراض الناس، ونسأل الله لك النجاح والفلاح.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر احمد

    شكرا جزيلا لحضراتكم علي هذا الموضوع الجليل ونتمني لكم المزيد والله الموفق

  • الجزائر رحيل

    والله معكم الحق فحب الله ورضاه احق وافضل من شهوات الدنيا الفانية جزاكم الله على الموضوع ونسأل الله التوفيق هداية القلوب آمين

  • احمد من الجزائر

    باركة الله فيكم
    اثلجتم صدري بكلامكم وجعلتومني اتفكر في الحال التي انا عليها
    اللهم اهدينا واهدي بينا

  • سيد احمد الجزائر

    شكرا على هذا الموضوع القيم

  • الجزائر نور اليقيم

    شكرا جزيلا استفدنا من هذا الموضوع كثيرا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً