الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مشاكل الأولاد وكثرة الخصومات بينهم

السؤال

أولادي كثيرو المشاكل فيما بينهم، أغلب اليوم يتعاركون، كل اثنين يتناوبون على المشاكل، ويتبادلون الضربات، وأحياناً تقوم مشكلتان مع بعض، وأنا تعبت أعصابي، ولا أعرف أؤدي عملي، وكلما أدير ظهري لابد أرجع أضربهم أحياناً، لكنهم صاروا كبارا، والكلام لا فائدة منه معهم، هم فوضويون لكنهم متفوقون في المدرسة، مع أنهم لا يدرسون إلا قليلا.

أبوهم قاسي جداً إذا تدخل، وعصبي دائماً من الفوضى التي نحن فيها، مع أنه عصبي أصلاً لو كان كل شيء على ما يرام، كنت باذلة كل جهدي في الدار، ولم يكن يعجبه شيء، والآن صرت أهمل كل ذلك، تعب ومشاكل ولا يوجد تقدير، وأخشى أن يصل الموضوع لنهاية مؤلمة فهل من مخرج؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم أولاد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن كثرة الحركة ووجود الخصوم والشجار بين الأشقاء الصغار من الأمور الطبيعية ولا تخلو من بعض الفوائد، وخير للأسرة أن يتشاجر أطفالها ويلعبوا مع بعضهم قبل أن يخرجوا إلى الخارج فتحصل المشاكل، وبدون هذه التوترات والمشاجرات لا يعرف الطفل حدوده ولا تتمحور شخصيته، وغدا سوف يتعامل مع مجتمع لا يخلو من الأشرار، وكم كنت أتمنى أن تذكروا لي أعمار الأطفال حتى يكون التوجيه مناسباً، ولكني أقول مستعيناً بالله: ليس هناك داع للانزعاج فالوضع طبيعي، وكثرة الحركة دليل على الذكاء في الغالب، ولا شك أن العلاقة وثيقة بين عصبية الوالد وما يحصل من أولاده، وأتمنى أن يقرأ هذا الجواب وأن يعرف أن دوره كبيرٌ في تربية أبنائه، ومن الضروري أن يدرك أن القسوة والشدة لا تخرج رجالاً، ولكنها تخرج شبابا مضطربا متمرداً منهزماً، ضعيف الثقة في نفسه، يمارس الكذب، ويعيش في خوف.

نحن نتمنى أن يعاونك زوجك في تحمل الأعباء وأن يقدر ما تقومين به من عمل، كما أرجو أن لا تهملي واجباتك لأن زوجك لم يقدر مجهوداتك، وكم تمنينا أن لا تقابل الزوجات تقصير الأزواج بالتقصير، ولا يجوز للزوج أن يقابل إساءة زوجته بالإساءة، ولكن ينبغي أن ندفع بالتي هي أحسن، وأن يتذكر الجميع أننا نلقى الله أفراداً، وعند الله تجازة كل نفس بسعيها ولا تزرُ وازرة وزر أخرى.

هذه وصيتي لكم بتقوى الله ثم بضرورة عمارة منزلكم بالذكر والتلاوة والسجود والإنابة، وعليكم بما يلي:

1- كثرة الدعاء.

2- التسلح بالصبر.

3- القراءة في كتب التربية الموثوقة.

4-إدراك الطبيعة العمرية لأطفالكم.

5- إبعاد الأطفال عن المشاكل التي تحدث بينكما.

6-عدم إظهار الانزعاج الزائد عند تشاجر الأطفال.

7- شغل الأطفال بالمفيد قبل أن يشتغلوا باللعب.

8- تكليفهم بإصلاح ما أفسدوه.

9- العدل بينهم في كل شيء فإن غياب العدل يدفعهم للتمرد.

10- توفير جرعات كافية من الأمن والحرية.

11- عدم التدخل بنيهم عند التشاجر إلا لفك الاشتباك دون الانتصار لطرف دون طرف.

12- الثناء على الأخلاقيات الفاضلة والمواقف الجميلة مع قولك وفلان يستطيع أن يفعل أيضاً لأنه ممتاز.

13- مراعاة الفروق الفردية.

14- توزيع بعض المهام عليهم وتقليل فرص الاحتكاك.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً