الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سبب استلقاء الطفل على بطنه للقيام بحركات غريبة وعلاجه

السؤال

السلام عليكم

إخواني الأفاضل، لدي أخ بعمر (3) سنوات ونصف، ومنذ أن كان بعمر عام ونحن نلاحظ عليه تصرفاً غريباً؛ حيث إنه يستلقي على الأرض على بطنه، ثم يبدأ برفع جسده وخفضه لمدة ربع ساعة تقريباً، وأحياناً يبدو عليه التعب والتعرق الشديد، سابقاً: كنا نقطع عليه وضعيته هذه، نحمله، نجلسه ونلاعبه، إلا أنه كان يثور ويبكي بشدة إذا حاولنا قطع وضعيته، عندها أصبحنا نقرأ عليه المعوذات عندما نجده هكذا، فلاحظنا أنه أحياناً وبعد قراءة المعوذات ينهض من تلقاء نفسه، ويبتسم، وأحياناً أخرى يبقى على وضعيته.

الآن وقد أصبح عمره ثلاث سنوات ونصف أصبح يستمتع بهذه الوضعية، وينهض مسروراً جداً، ويشير إلى أعضائه التناسلية، وعندما قمت بفحصه وجدت أن عضوه التناسلي منتصب، مع وجود نقاط من مادة سائلة.

أنا صراحة محتارة، وأخشى أن تستمر معه هذه الحالة، وأن ينحرف سلوكه، والمشكلة أننا لا نعرف مصدر هذه التصرفات، وخاصة أنه إلى الآن لم يتعلم النطق بعد، وإذا افترضنا أنه قد شاهد شيئاً ما ويقلده الآن؛ فكيف نفسر وجود هذه العادة لديه من قبل وصوله إلى العام الأول؟!

نحن الآن نحاول أن نصرفه عن هذه الوضعية بشكل غير مباشر كي لا نلفت نظره ونثير انتباهه، ولكن برأيكم ما السبب، وما العمل وهو لا يفهم، ولا ينطق، فكيف سنتعامل معه؟

أرجو منكم الإفادة والنصيحة، وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:

أبدأ القول بأن الطفل في هذا العمر لا يعرف أي شيء عن الأوضاع التناسلية والأوضاع الجنسية لا من قريب ولا من بعيد، وما يحدث من انتصاب هو ناتج عن احتقان البول، هذه حقيقة معروفة، وما يطلع من سائلٍ وخلافه هذا لا بد أن يُفحص، فربما يكون ناتجاً عن التهاب في المسالك البولية.

أما بالنسبة لوضع الطفل في هذه الحركة التي يقوم بها بأن يستلقي على الأرض على بطنه ثم يرفع جسده ويخفضه، فهذه بكل أمانة نراها في بعض الأحيان لدى بعض الأطفال الذين لديهم نوع من القصور في الذكاء، أو ما يسميه البعض بالتخلف العقلي البسيط، وإن كنت لا أحب أن أستعمل هذه المفردات.

هذا نوع من الحركات الرتيبة الروتينية الوسواسية التي تحدث لدى هؤلاء الأطفال، وقد فسرها البعض بأنها نوع من المحاولة للاستشعار الذاتي، الطفل يحاول أن يستشعر نفسه ذاتياً بالقيام بمثل هذه الحركات، وهنالك من الأطفال على سبيل المثال من يقوم بالضرب على نفسه بصورة متكررة، وهكذا.

ما دام الطفل لم يتطور لديه النطق حتى الآن فلا بد أن يؤخذ هذا الطفل -حفظه الله- إلى أخصائي الأطفال المتخصص في الأعصاب لدى الأطفال حتى يقوم بتقييمه من الناحية التطورية، وناحية الذكاء أيضاً، وهذه تعتبر هي الأسس الأساسية التي يجب أن يتم الانطلاق منها بالنسبة لهذا الابن.

إذا اتضح أنه لا يتمتع بقدر كافٍ من الذكاء فهذا ابتلاء لابد أن يُقبل ويسعى بعد ذلك الناس في كيفية تدريبه، وهذه أصبحت الآن ممكنة جداً، يمكن للطفل أن يُعلم ويُدرب على النطق، وهذا يتطلب بالتأكيد بعض الجهد ولكنه في نهاية الأمر مثمر جداً، وأنا على ثقة كاملة أن طبيب الأطفال المختص في الأعصاب سيقوم بإسداء النصح في كيفية تدريب وتعليم وتأهيل هذا الطفل.

أؤكد لك مرة أخرى أن تلاعب الطفل بأعضائه التناسلية وكذلك الانتصاب لا يعني أي مؤشرات جنسية، الانتصاب يأتي من الاحتقان البولي، والتلاعب في الأعضاء التناسلية ربما يكون جزءاً مما يحدث للأطفال، خاصة إذا كان هنالك نوع من القصور في مستوى الذكاء.

أسأل الله له الشفاء والعافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً