الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما سبب حدوث الإيدز في العلاقة المحرمة وعدم حدوثه في الزواج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تحية طيبة، وبعد:

يجول دائماً في خاطري وبالي هذا السؤال الذي أتمنى أن أجد لديكم إجابة عليه.

كيف يحدث أن يصاب الرجل والمرأة في العلاقة المحرمة -الزنا- بالإيدز -والعياذ بالله- خلال العلاقات الجنسية ولا يحدث ذلك مع الزوجين شرعاً، رغم أن الطرفين في كلتا الحالتين يقومان بنفس العلاقة الجنسية؟ والسلام ختام.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إبراهيم حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد

أعتبر هذا السؤال جيداً وبالفعل قد يحير الكثير من الناس.

وهنا نقول: إنه -كما ذكرت- فالطرفان في العلاقة الجنسية يقومان بنفس العملية الجنسية سواء في الزواج أو في الزنا -والعياذ بالله- ولكن تدخل هنا عوامل عدة تجعل من احتمالات حدوث عدوى الإيدز أو الأمراض المنقولة جنسياً أكثر في الزنا عنه في الزواج.

وأوضح أنه لانتقال عدوى الإيدز أو أي مرض آخر منقول جنسياً فلا بد أن يكون أحد الطرفين مصاباً كي يصاب الطرف الآخر، إذن لا يمكن حدوث عدوى لأحد الطرفين إلا بإصابة الآخر، لذا قد ترى زوجاً مصاباً بالإيدز ينقل هذه العدوى إلى زوجته في إطار الزواج الشرعي وقد ترى شخصين يمارسان الزنا، ولا يحدث إصابة أو انتقال للعدوى، حيث أن الشخصين لا يعانون من أي مرض، إذاً العبرة ليست إلا في إصابة أحد الطرفين بالمرض كي تنتقل العدوى إلى الشخص الآخر.

إذا سيبقى السؤال ولكن لماذا هذه العدوى تكاد تكون نادرة بين الأزواج ومنتشرة جداً بين الممارسين للجنس غير الشرعي؟

والإجابة أن في الزواج تكون العلاقة دائماً بين الزوج والزوجة فقط، أي لا يمارس أحد الزوجين الجنس مع أشخاص آخرين، لذا تندر حدوث العدوى عن طريق الجنس، ولكن إذا حدث على سبيل المثال انتقال الإيدز عن طريق الدم لأحد الزوجين فسينقل المرض للطرف الآخر.

أما مع من يمارسون الجنس بشكل غير شرعي فتزيد الاحتمالات جداً بأن يمارس الشخص الجنس في إحدى المرات مع شخص مصاب وهو لا يدري فتحدث العدوى، حيث في الغالب تتعدد الممارسة مع أشخاص مختلفين مما يزيد من انتشار العدوى من شخص واحد مصاب إلى بقية الأشخاص والذين بدورهم ينقلون المرض إلى أشخاص آخرين وهكذا.

كما نجد أن تعدد الرجال على المرأة الواحدة يزيد كثيراً من احتمالات إصابتها، كما أن هناك عوامل أخرى تساعد على انتشار الإيدز وهي عوامل الفقر والجوع واستخدام الجنس كوسيلة لكسب العيش في بعض البلاد، فتكون ممارسة الجنس غير آمنة فيسهل انتشار العدوى، كما أن الظروف الاقتصادية والتي تقتضي سفر الكثيرين إلى بلاد أخرى فيسهل بذلك نقل المرض من بلد إلى أخرى، وكذلك انتشار السياحة والسفر من أجل الدراسة والأبحاث تزيد من اختلاط الأشخاص المصابين دون ممارسة آمنة فتنتشر العدوى بذلك.

لذا في النهاية العملية الجنسية واحدة سواء في الزواج أو في الزنا، ولكن يتوقف الأمر على الشخص الممارس للجنس ومدى تعدد الممارسة مع أشخاص آخرين وهل هناك ضوابط للأمان في العملية الجنسية أم لا؟ وتتزايد نقص المناعة وتتزايد احتمالات الإصابة مع تعدد الشريك الجنسي، وأيضاً انتشار صور الشذوذ الجنسي بين الرجال والذي يمثل أكبر نسبة للإصابة بالإيدز.

ونسأل الله أن يحمى شبابنا من الزنا ومن هذه الأمراض وأن يرزقنا الهدى والتقى والعفاف والغنى.

والله المستعان.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • صغيرة بس خطيرة

    معلومات رائعة

  • اليمن إبراهيم حسين

    وجدت حلول لكل اساءلتي والله يوفقكم بنشر الخير

  • الأردن الزبير ذو الفقار العزازي

    هناك معلومة خاطئة يتعامل معها الأفراد بشكل جماعي لاعقلاني وهي ربط اي ممارسة جنسية خارج إطار القناعات الدينية او الثوابت المجتمعية بالإصابة بالإيدز وهذه خرافة ومعلومة غير حقيقية علي إطلاقها، فالإصابة بالإيدز تستلزم ان يكون احد طرفي العلاقة حاملاً لفيروس HIV لكي ينتقل للآخر مسبباً له الإيدز كتطور لنشاط الفيروس في تدمير مناعة الجسد ضد الأمراض.

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً