الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الرجوع إلى الذنب مرة أخرى بعد التوبة وعلاقة ذلك بالنفاق

السؤال

السلام عليكم.

مشكلتي هي: أني أريد أن أتوب توبة نصوحاً، لكني كلما تبت أعود لذنوبي مرة أخرى، فماذا أفعل؟

أغيثوني أغاثكم الله، وهل أنا منافقة وكاذبة، أو ماذا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة / Fatima حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأنت لست منافقة، وأرجو أن تبتعدي عن المنافقين وتخلصي من كل ما يذكرك بالمعصية والمذنبين، وتوجهي إلى رب العالمين، وتذكري أن الموت يهجم على الناس أجمعين، وشر الندامة ندامة المقصرين.

ومرحباً بك في موقعك، ونسأل الله أن يلهمك رشدك، وأن يحشرنا وإياك في زمرة النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.

وأرجو أن تعلمي بأن هناك أموراً تعين الإنسان على الثبات، وهي كما يلي:

1- اللجوء إلى من بيده ملكوت كل شيء وهو سبحانه يجيب المضطر إذا دعاه.

2- استحضار شروط التوبة النصوح.

3- التخلص من أدوات وذكريات ورفقة المعصية.

4- الابتعاد عن بيئة المعصية كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- في حديث قاتل المائة نفس: (ولكنك بأرض سوء فانتقل إلى أرض كذا وكذا فإن بها أقواماً يعبدون الله تعالى فاعبد الله تعالى معهم).

5- الإخلاص في التوبة بأن تكون لله، وليس لخوف من مرض أو خوف من بشر، أو خوف على وجاهة ووظيفة.

6- الصدق في التوبة، فإن توبة الكذابين هي أن يتوب الإنسان ويظل قلبه متعلقاً ومتشوقاً للمعصية.

7- مراقبة الله في السر والعلن.

8- البعد عن الوحدة فإن الشيطان مع الواحد، وهو من الاثنين أبعد، والوحدة شر ولكنها أفضل من جليسة السوء.

9- الإكثار من الحسنات الماحية.

وهذه وصيتي لك: بتقوى الله، ثم بضرورة تكرار التوبة حتى يكون الشيطان هو المخذول، واحذري من سيطرة اليأس والقنوط على نفسك، وتذكري أن الله ما سمى نفسه تواباً إلا ليتوب علينا، ولا سمى نفسه غفوراً إلا ليغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا، وتذكري أيضاً أن الله غفور رحيم وأنه سبحانه شديد العقاب، ولا تنظري مع ذلك إلى صغر الخطيئة ولكن انظري إلى عظمة من تعصيه.

ونحن ننصحك بتعجيل التوبة وأبشري بمغفرة الغفور قال سبحانه: (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ)[طه:82]، وقال سبحانه: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)[الزمر:53].

ونسأل الله أن يتوب علينا وعليك، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً