الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الرضا بقضاء الله وقدره يشعر الإنسان بالأمن والاطمئنان

السؤال

أنا شاب في حالة اجتماعية متوسطة، لا أعرف لماذا أحس دائماً بأني لا أحس بالأمان والسعادة؟! ودائماً أحس أن فيّ شيئاً ناقصاً، لا أعرف ما هو؟!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك (استشارات الشبكة الإسلامية)، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونحن سعداء حقاً بتواصلك معنا - ولدى أحمد - ونرحب بك وبإخوانك الشباب، ونسأله تبارك وتعالى أن يجعلك من سعداء الدنيا والآخرة ومن كبار علماء المسلمين الذين يرفعون شأن أمة الإسلام.

بخصوص ما ورد برسالتك، فكما ذكرت لك نحن سعداء فعلاً باتصالك بنا، ونؤكد أننا هنا بالموقع سنظل في انتظارك دائماً أنت ومن هم في مثل سنك في طرح أو مناقشة أي موضوع، فاتصل ولا تتردد مهما كان سؤالك، فنحن هنا دائماً في خدمتك.
وموضوعك موضوع سهل وبسيط لو وقفت على حقيقته، فأنت تعلم - يا ولدي - أن الله جل جلاله قدر المقادير، وقسم الأرزاق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، وأن ما قدره الله لا بد أن يحدث ويقع كما أراد الله، وأن هناك قضيتين كبيرتين هما أهم شيء في هذا الوجود، وهما: قضية الرزق، وقضية الأجل، فلو فهمنا أن الأرزاق بيد الله وحده، ولا يمكن لأي قوة مهما عظمت أن تؤثر في الرزق مطلقاً، ولا أن تمنع أحداً رزقاً قدره الله له. ومن ثم لا يمكنها أن تزيد في رزق أي مخلوق؛ لأن الخزائن بيد الله وحده، وحتى ليست بيد الرسل أو حتى الملائكة، لو فهمنا قضية الأرزاق والمستقبل والغنى والفقر والنجاح والرسوب بهذه الطريقة لاستراحت نفوسنا واطمأنت قلوبنا، ولكن غموض هذه القضية لدى الإنسان أو عدم وضوحها هو الذي يترتب عليه عدم الشعور بالأمان أو الإحساس بالاطمئنان.

لذلك -ولدي العزيز أحمد- رجاء ألا تشغل بالك بالمستقبل أو أي أمر يتعلق بالرزق؛ لأنه بيد مولاك وحده دون سواه فالمستقبل بيد الله وحده والغني من أغناه الله، والقوي هو من قواه الله، والسليم هو من عافاه الله، والعكس كذلك، فكل شيء بيد الله دون ما سواه.

إنما المطلوب مني ومنك ومن الخلق جميعاً هو القضية الثانية، هو قضية العمل، فهذا هو دوري ودورك، والمطلوب مني ومنك، حيث قال جل شأنه: (( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ))[الذاريات:56] فوظيفتنا التي حددها الله لنا هي العبادة والاستقامة على الدين، والعبادة ليست هي مجرد الصلاة أو القيام أو الحج أو أركان الإسلام فقط، وإنما هي كل شيء يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة - التي يفعلها الإنسان بجوارحه كاليد والعين والقدم - والباطنية -وهي أعمال القلوب- فالدراسة عبادة، والسعي على الأرزاق عبادة، وزيارة الأرحام وصلتهم عبادة، والحرص على التفوق العلمي لخدمة الإسلام عبادة، وإزالة الأذى عن الطريق عبادة، وطلب العلم الشرعي عبادة، فما عليك إلا أن تذاكر وتجتهد وتنوي خدمة الإسلام، واترك قضية الرزق والأجل لله - سبحانه وتعالى - فهو يعلم ما يصلح العباد وما يفسدهم، فاجتهد وذاكر، واحرص على الطاعة والعبادة، وأكثر من الدعاء لنفسك بخيري الدنيا والآخرة، وأبشر بكل خير.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً