الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحلام مزعجة لسكان المنزل الجديد، ما أسبابها؟

السؤال

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد، سكنت في منزل اشتريته وحينما أنام تكثر عندي الأحلام وأكثرها مزعجة، وأحسب أنني وحدي في هذه المشكلة إلا أن الأهل كلهم يقولون إنهم يأتيهم كما يأتيني من أحلام كثيرة ومزعجة، أرشدونا ما هو السبب؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل / سعيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بدايةً أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يتم عليك نعمته، وأن يبارك في أهلك ومالك وولدك، وأن يصرف عنك كيد شياطين الإنس والجن ، وأن يعينك على ذكره وشكره وحسن عبادته .

وأما بخصوص ما ورد بسؤالك : فمما لا يخفي عليك أن الجن عالم مستتر لا نعلم عنه إلا ما أخبرنا به الله ورسوله، وأن لديه من القدرات ما لا نتصوره نحن، وأن منهم الصالح والطالح، والشقي والسعيد، والمطيع والعاصي، والعادل والظالم، وأن بعض الجن كبعض الإنس يعشق إيذاء الخلق من إنس وجن، إلا أنه في العموم نجد أن الإنس أقوى من الجن إذا كان على علاقة حسنة بالله تعالى، وفي ذلك يقول المولى جل جلاله: (( إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا ))[النساء:76] ويقول: (( وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا ))[النساء:28]

فكلاهما ضعيف، إلا أن العبد بتقوى بالله يقهر الشيطان ويغلبه، كما قال صلّى الله عليه وسلم: (إن الشيطان ليفرق من المؤمن ) أي يخاف، وعلى قدر إيمانك بالله والتزامك بسننه يكون خوف الشيطان، كما ورد في شأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: (والذي نَفْسِي بيَدِهِ ما لَقِيَكَ الشَّيْطَانُ سَالِكًا فَجًّا قَطُّ، إلَّا سَلَكَ فَجًّا غيرَ فَجِّكَ) أي إذا مشى عمر في طريق هرب منه الشيطان إلى طريق آخر، وترك له الطريق الذي يمشي فيه رضي الله عنه، وقاله له أيضاً: (إن الشيطان ليفرق منك يا عمر) أي يخاف منك .

إذن علاقتنا بالله هي العاصم الوحيد من كيد كل شيطان عنيد، والبيوت إذا تركت فترة من الزمن دون أن يسكنها الإنسان، فإن الشيطان يتسلط عليها ويسكنها ويقيم بها، ويحرص على أن يطرد منها المسلم خاصة؛ لأنه معتدٍ على حق غيره، فيبدأ بمجرد نزول الإنسان منزله الجديد في شن الحرب عليه، وقد تكون الحرب علانية محسوسة يشعر الإنسان بها في نهاره وليله، وقد تكون حرباً نفسية، وهذا ما يحدث لك عن طريق الأحلام المزعجة والمنامات المفزعة، حتى يكره الإنسان البيت ويتركه، وهنا ينفرد هذا اللعين بالمنزل، وهذا للآسف موجود وبكثرة، خاصةً عند بعض المسلمين ضعاف الإسلام والإيمان، مما يضطرهم أحياناً للذبح للجن لمحاولة إرضائه، وبذلك يقعون في الشرك الأكبر والعياذ بالله، ولا يسلمون من أذاه بعد ذلك .
ولذلك أوصيك أخي الفاضل سعيد بالآتي :

1- عدم وضع صورة أو تماثيل تذكارية بالمنزل؛ لأنها سببٌ مباشر في هجرة الملائكة للبيت، وبالتالي تكون مأوى للشياطين .

2- عدم الاستماع إلى الموسيقى والأغاني، وتطهير البيت من ذلك؛ لأن الموسيقى مزمار الشيطان والغناء قرآنه .

3- قراءة سورة البقرة كل ثلاثة أيام مرة، ولا مانع من سماعها من المسجل إذا لم تكن تحسن قراءتها .

4- وضع شريط الرقية الشرعية آية وأذان بمسجل في المنزل وتركه يقرأ غالب الوقت، وهذه الأشرطة متوفرة بجميع المكتبات الإسلامية، وشريط آية وأذان هو عبارة عن آية الكرسي مع الأذان مكررة في شريطٍ واحد وذلك؛ حتى تذهب هذه الكوابيس .

5- المحافظة على الوضوء وأذكار الصباح والمساء لك وللأسرة جميعاً .

6- يمكنك أن تقرأ آيات الرقية على ماء وترشه في أركان المنزل، وإن شاء الله بعد ذلك وبعد الدعاء بصرف هذا البلاء لن ترى شيئاً، وسيكون بيتكم روضة من رياض الجنة بإذن الله رب العالمين .

مع تمنياتنا لكم بالتوفيق والسداد والسعادة في الدنيا والآخرة .


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً