الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاج الشعور بالتعب والإرهاق جراء الوظيفة والعمل في البيت

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنا امرأة متزوجة وموظفة، ولدي ثلاثة أطفال، وأشعر بالإرهاق المستمر ولا أستطيع إنجاز ما أريده، حيث أستيقظ في السادسة والنصف لأجهز ابني وابنتي للمدرسة، ثم أطعم ابني الصغير، ثم أعطيه الفيتامينات واللبن بالمحقن، ثم أتوجه إلى عملي، وعملي ليس متعباً ولله الحمد؛ لأن منصبي كبير ولي عدد من المعاونين، ثم أعود إلى البيت لأجهز الغداء وأتناوله مع أولادي، ثم أطعم ابني الصغير.

وقد يعود زوجي فأجهز له الغداء، ثم ينهكني التعب في السادسة مساء أو بعدها، وقد أغفو ساعة ثم أطعم طفلي الصغير مرة ثانية في التاسعة مساء، وأعطيه الفيتامينات واللبن، ثم أضعه في الفراش، وقد يستلزم الأمر حمله والدوران به قليلاً حتى ينام، ثم أعد اللبن والعشاء لأخويه، وقد يعود زوجي فأجلس معه بعض الوقت أو أعمل شيئاً في البيت، ثم أنام في الثانية عشرة ليلاً، ولا أستغرق في النوم مباشرة لشدة التعب، وهكذا يومياً.

ولدي خادمة تنظف البيت أربعة أيام أسبوعيا، وعندي سائق يريحني من عناء القيادة، ورغم ذلك أكاد أهلك من التعب، فهل نظام حياتي يسبب كل هذا التعب أم أن بي مرضاً؟ وهل توجد وسيلة لرفع مستوى الطاقة عندي وإراحتي من الإرهاق ولو قليلاً؟ وما رأيكم في مشروبات الطاقة؟ وهل يمكن أن تساعدني؟

علماً أني لا أستطيع ترك العمل، وإن كنت أتمنى ذلك لكني لست على وفاق مع زوجي، وليس لي أب أو أخ لدعمي مادياً إذا اضطررنا للانفصال، وأمي امرأة كبيرة في السن، وليس عندها مال كثير، كما أن عملي ليس متعباً.

أرشدوني وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فعليك بزيارة الطبيب للفحص الطبي وإجراء التحاليل الطبية فقد يكون هناك نقص في الدم أو نقص في نشاط الغدة الدرقية أو نقص فيتامين (د) بسبب قلة التعرض للشمس، أو أي مرض آخر يسبب هذا الإرهاق والتعب، وأحياناً تكون الأدوية هي التي تسبب هذه الأعراض، إلا أنك لم تذكري إن كنت تتناولين أي من الأدوية.

والأعمال المضنية وخاصة الذهنية والقلق وقلة النوم من العوامل التي تسبب هذه الأعراض، إلا أنه يجب التأكد من عدم وجود أي من الأمراض التي ذكرتها.

ومن الأدوية التي تحتوي على مجموعة فيتامينات ومنها مادة الجنسنغ التي تفيد في مثل حالتك إن شاء الله هو فارماتون (Pharmaton capsule)، حيث يؤخذ بشكل كبسولة واحدة كل يوم.

وأما مشروبات الطاقة التي ذكرتها فهي مشروبات منبهة تحتوي على كمية عالية من الكافيين المنبه، والموجود في القهوة والشاي، ويحتوي (رد بل) على: (Water، Sucrose، Glucose، Acidifier sodium citrates، Carbon dioxide، Taurine (0.4%)، Glucuronolactone (0.24%)، Caffeine (0.03%)، Inositol، Vitamins (niacin، Pantothenic acid، B6، B12)، Flavourings، And colours (caramel، Riboflavin)، ولا أنصح بمثل هذه المنبهات بسبب التأثير السلبي للكافيين على بعض الناس.

والله الموفق.
-----------------------------------------------------------------------------
انتهت إجابة المستشار د. محمد حمودة أخصائي الأمراض الباطنية، ولإتمام الفائدة واكتمال الجواب تم عرض استشارتك على المستشار الشرعي الشيخ موافي عزب، فأجاب قائلاً:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا تواصلك معنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله -تبارك وتعالى- أن يبارك فيك وأن يبارك لك وأن يبارك عليك، وأن يبارك لك في زوجك وأولادك، وأن يمتعك بالصحة والعافية، وأن يعينك على ذكره وشكره وحسن عبادته.

وبخصوص ما ورد برسالتك فإنك امرأة مجاهدة تقومين على رعاية أولادك فلا يفوتك هذا الأجر العظيم من وراء هؤلاء الأولاد، وكذلك أيضاً تقومين على رعاية زوجك، وهذا أيضاً مما بشر به النبي صلى الله عليه وسلم المرأة المسلمة، حيث قال: (إذا صلت المرأة فرضها، وصامت شهرها، وحصنت فرجها، وأطاعت بعلها، دخلت من أي الأبواب الجنة شاءت)، فهنيئاً لك هذا الخير وهذه البشرى التي بشرك بها الحبيب المصطفى -صلى الله عليه وسلم-.

وأي امرأة محترمة وسيدة فاضلة تقوم بما تقومين به أنت؛ لأني أعرف كثيراً من الأخوات حالهم مثل حالك تماماً، وبفضل الله تعالى ورحمته يبارك الله عز وجل لهم؛ لأن المرأة التي تفعل ذلك كله بدون عمل تشعر بتعب وإرهاق، فما بالك أيضاً بعمل يستغرق منك وقتاً حتى وإن كان عملاً مخففاً أو ليس مرهقاً أو متعباً، ولكنك عموماً هو من المجاهدات، وأجرك عند الله تبارك وتعالى عظيم، خصوصاً إذا كان عملك عملاً شرعيا وليس فيه ما يخالف الشرع، وإذا كنت تستفيدين من هذا المال فيما يعود على أسرتك بالخير أو مساعدة لأحد أقاربك من الفقراء أو المساكين.

وأرى أن هذا الإرهاق الذي تعانين منه لعله بسبب هذا الجهد المبذول؛ لأن هذا الجهد ليس بالجهد الهين، خاصة وأنك لا تنامين نهاراً ولا تنامين أيضاً في وقت القيلولة الذي من السنة أن ينام الإنسان فيه ولو قليلاً، حتى يعان بذلك على أعمال الليل أو على قيام الليل أو غير ذلك، فأنت إن شاء الله على خير، وأعمالك كلها إلى خير، وأجرك عظيم عند الله تبارك وتعالى.

وعليك بالدعاء؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- أخبرنا أنه لا يرد القضاء إلا الدعاء، فإن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، كما أوصى النبي عليه الصلاة والسلام وأخبرنا فقال: (عليكم عباد الله بالدعاء فإنه لا يهلك مع الدعاء أحد).

وأوصيك بالتزام السنة النبوية المباركة عند النوم وهي: أن تنامي على وضوء وأن تحرصي على أذكار النوم، وتحرصي على ما أوصى به النبي صلى الله عليه وسلم ابنته فاطمة -رضي الله تعالى- عنها عندما شكت إليه التعب والعنت والمشقة – كما هي شكواك الآن أيضاً – فقال: (ألا أدلك على ما هو أفضل لكما من خادم؟)، فأوصاها أن تسبح الله ثلاثاً وثلاثين -عند النوم- وأن تحمد الله ثلاثاً وثلاثين وأن تكبر الله أربعاً وثلاثين.

فأنت -إن شاء الله- لو حرصت على هذه السنة مع النوم على الوضوء وأذكار النوم وآدابه فسوف ترين خيراً عظيماً، فافعلي هذا لا بنية التجربة وإنما بنية الصدق؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- لا ينطق عن الهوى، فإذا طبقت هذه السنة فثقي وتأكدي من أنك ستقومين من نومك وأنت في غاية الراحة -بإذن الله تعالى-.

وأما عدم النوم في الليل فلو أنك التزمت بالسنة فسوف يتم القضاء على ذلك؛ لأن النبي عليه الصلاة والسلام كان يظل يذكر الله تعالى حتى تغيب عيناه، فاجتهدي قبل نومك - ما دمت مستيقظة - في ذكر الله تعالى، والصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام حتى تدخلين في النوم العميق، واحرصي على قراءة آية الكرسي؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا أن الإنسان الذي يقرأ آية الكرسي لا يزال عليه من الله حارس حتى يصبح، ومعنى (لا يزال عليه من الله حارس)، أن الشيطان ولا غيره يستطيعون أن يصلوا إليك فسيكون نومك نوماً طيباً وسيكون نوماً عميقاً ومريحاً، وستقومين في قمة النشاط والحيوية ببركة التزامك بسنة نبينا محمد خير البرية.

نسأل الله لك التوفيق والسداد، ونسأله أن يأجرك على ما تقدمينه خيراً وأن يصلح بينك وبين زوجك دائماً وأبداً، وأن يجعل بيتكما بيت سعادة وأمن وأمان واستقرار، وأن يمتعك بالصحة والعافية، إنه جواد كريم.

والله ولي التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً