الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاج ضعف النفس، واقتراف الذنوب في الخلوات.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنا شاب ملتزم أحب الإسلام والمسلمين، وكل من حولي من أقاربي وأصدقائي يشهدون لي بذلك، لدرجة أنهم يضربون بي المثل في الطاعة، ولكن مشكلتي أنني كلما خلوت بالإنترنت أو القنوات الإباحية أضعف وأشاهدها وأستمني، مع علمي بكل النصوص التي تحرمها، وكلما أتوب أرجع من جديد.

وهذا الأمر يسبب لي مشاكل عديدة، فأقول في نفسي أنني منافق؛ لأن الناس يعرفونني بالصلاح والالتزام، وأنا في داخلي أشعر بأنني مذنب وعاص لله عز وجل، وأتخيل أنني منافق وسأحشر في الدرك الأسفل من النار وكل عبادتي وحسناتي سوف تذهب هباء، فما نصيحتكم؟

أفيدوني وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Salem حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنك تملك الإرادة والعزيمة التي تستطيع أن تتخلص منها بعد توفيق الله من ذنوب الخلوات، فتوجه بصدق إلى رب الأرض والسماوات، واعلم بأن الحسنات يذهبن السيئات، وابتعد عن المواقع المشبوهة والقنوات، ولا تضع هذه الأجهزة داخل الحجرات؛ لأن مكانها في الساحات والصالات حتى لا تتجرأ على الوقوع في المخالفات، ومرحباً بك في موقعك، ونسأل الله أن يغفر لنا ولك الزلات.

وأرجو أن تعلم أن الإشكال ليس في قول الناس، ولكن تذكر أنك تعصي رب الناس، فاجعل مراقبتك وخوفك من إله شديد البأس وأليم العذاب، ولا تنظر إلى خطيئتك ولكن تذكر عظمة من تعصيه، واسأل نفسك وقل لها: (يا نفس كيف تعصي الله وهو يراك، وكيف تعصي الله وأنت تأكلي رزقه وتسكني في كونه وأرضه؟).

ولا يخفى عليك أن الإنسان إذا أراد الوقوع في المخالفات بحث عن مكان مظلم بعيد، وينسى المسكين أن الله لا تخفى عليه خافية، ولذلك كان ابن عباس رضي الله عنهما يقول: (يا صاحب الذنب إن عدم خوفك من الله وأنت ترتكب الذنب أعظم من الذنب، يا صاحب الذنب إن خوفك من الريح إذا حركت ستر بابك مع أن فؤادك لا يضطرب من نظر الله إليك أعظم من الذنب).

وتأمل ما قاله الشاعر:
إذا ما قال لي ربي *** أما استحييت تعصيني
وتخفي الذنب عن خلقي *** وتأبى في الهوى قربي

وقول الآخر:
وإذا خلوت بريبة في ظلمــة *** والنفس داعية إلى الطغيان
فاستحي من نظــر الإله وقل لها *** إن الذي خلق الظلام يراني

وقول الثالث:
إذا ما خلوت الدهر يوماً فلا تقل *** خلوت ولكن قل عليَّ رقيب
ولا تحسبن الله يغفل سـاعة *** ولا أن ما تخفيــه عنه يغيب.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه فإنه يجب المضطر إذا دعاه، وتذكر أنه يغفر الذنوب جميعاً، وتجنب الوصول إلى اليأس، فإن ذلك من الشيطان الذي يقودك إلى المعصية، ثم يجرك إلى كبيرة اليأس من رحمة الله، فلا تكن من الذين إذا خلو بمحارم الله انتهكوها، واعلم بأنك أعلم بنفسك من الناس، وأن الله أعلم منك وهو سبحانه أحق أن تخاف منه.


ويمكنك الاستزادة بالاطلاع على كيفية التخلص من المواقع الإباحية في الاستشارات التالية: (3731 - 1978 - 26279 - 268849 - 263631)، وأضرار هذه العادة السيئة: (2404 - 3858 - 24284 - 24312 - 260343)، وكيفية التخلص منها لمن ابتلي بها: (227041 - 1371- 24284 - 55119)، نسأل الله لك الهداية والسداد والتوفيق والرشاد.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية ahmad hsan

    أخي في الله عليناأولاأن نتوب ونعزم ان لانعودإلى المعصيه ونحتقرالشيطان بمخالفته وعدم طاعته ونتضرع إلى الله بالدعاءونلح عليه في كل وقت

  • تركيا الإحسان أبو عمر

    اللهم ارزق أخانا السلئل الصبر و استمرار التوبة عند الوقوع بالذنب اللهم و ارزقه لذة العبادة و الظوجة الصالحة التي تكون سكنا له و بارك بالموقع و أهله و القائمين عليه آمين يا رب العالمين

  • مصر حسام

    جزاكم الله خيرا وأرجوكم ان تدعو لى ان يغفر الله لى

  • تركيا امير الغربه

    جزاكم الله حير

  • أمريكا ابو رشيد

    أقول لك يا اخي الحبيب انه هناك الكثير من الناس من ترى فيهم الصلاح و التقوى و لكنهم واقعون في معاصي و ذنوب مستترة و لا يعلم بها الا الله تعالى.
    و هذا ليس نفاق و الدليل على ذلك النفس اللوامة التي تخاطبك و تحاورك و تلومك و تقرّعك بسبب الذنب الذي ترتكبه، و هذا بحد ذاته دليل على يقظة الضمير و سلامة القلب و لو كنت حقا منافقا فان قلبك و نفسك ميتة لا حياة فيها و لا ضمير يؤنبك او ينغص عليك لذة المحرمات. اقول لك وبالله التوفيق اولا عليك بالزواج ان كنت ما زلت عازبا و ثانيا عليك بتذكر لحظة وفاتك سواء قربت او بعدت فهي آتية لا محالة فكيف ستلقى الله عز و جل لو قدر عليك الموت و ان تشاهد تلك الأفلام الاباحية، باي وجه ستقابله ؟ و اخيرا اذكر لك ان مشاهدة الأفلام الاباحية و الاستمناء ستتسبب لك بامراض جسدية و نفسية عديدة اهمها امراض البروتستات المزمنة و هي مؤلمة جدا و أعراضها مزعجة جدا و تدمر نفسيتك بسببها، لذلك فلتنتهي عنها قبل فوات الاوان لكي لا تنصاب بها...
    دعائي لك بالتوفيق و راحة البال.

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً