الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تعليم اللغة الفرنسية للأبناء وهم في الابتدائية، ما رأيكم به؟

السؤال

الرجاء الإفادة، لي أولاد أعمارهم (9 - 7 - 6) سنوات يدرسون الآن اللغة الإنجليزية، وهم متفوقون فيها، وأريد أن أضيف لهم خلال الإجازة الصيفية دروساً في اللغة الفرنسية، وينصحني البعض بتأجيل تلك الخطوة إلى حين الانتهاء من المرحلة الابتدائية، فما هو الرأي العلمي في ذلك؟

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله تعالى أن يحفظ هؤلاء الأولاد وأن يجعلهم من المتفوقين دائماً.

يعرف أنه يوجد مركز في المخ للاستيعاب اللغوي، وهذا المركز يختلف من إنسان إلى إنسان، وربما يكون أكثر تطوراً لدى البنات من الأولاد.

بالنسبة لسؤالك وكيفية تعلم اللغات والعمر المناسب لها، فقد اختلف المختصين في هذا السياق، ولكن الرأي الغالب هو ألا نزحم الطفل بعدة لغات في نفس الوقت، خاصة حين يكون لا زال صغيراً في السن، وأرى -أخي- أن تعلم اللغة العربية يجب أن يأخذ المقام الأول؛ لأن اللغة العربية لا شك أنها هي لغة الطفل أولاً، وهي لغة القرآن، وهي لغة التعلم، والإنسان يكون أكثر فصاحة وإبداعاً في لغته، ثم بعد ذلك أرى أن يستمر الأطفال في تعلم اللغة الإنجليزية واكتساب المهارات الإنجليزية اللغوية يعتبر أمراً مطلوباً خاصة في هذا الزمان، وحين ينتهي الأطفال من المرحلة الابتدائية كما ذكر لك بعض الأخوة هنا لا مانع من إدخال اللغة الفرنسية، وهنالك من يرى أن يؤجل هذا الأمر حتى إلى المرحلة الثانوية، أي أن تعلم لغة ثالثة أو رابعة حتى بداية المرحلة الثانوية، وحتى من رأى أن يكون ذلك في المرحلة الجامعية، ولكن ربما يكون ذلك متأخراً بعض الشيء.

إذن أنا أؤيد تماماً أن يستمر الأطفال على تعلم اللغتين (العربية والإنجليزية)، ثم تضاف بعد ذلك الفرنسية في وقت متأخر، وعليك أيضاً ألا تعامل أطفالك معاملة واحدة فيما يخص التعلم اللغوي، فالأطفال يختلفون في مقدراتهم ورغباتهم، وبعد أن ينطلق الواحد منهم نسبياً في مرحلة الثانوية أو حتى في بداية الجامعة هنا يمكن أن نشجع على اكتساب اللغة التي يريد أن يتعلمها، وذلك بجانب العربية والإنجليزية، وغالباً الطفل أو اليافعين منهم إذا أراد أن يتقن اللغات سيكون من الضروري عليه أن يأخذ المنهج الأدبي وليس المنهج العلمي.

إذن أجِّل هذا الأمر قليلاً حتى ينتهي من المرحلة الابتدائية، وبعد ذلك أرجو أن تحاول أن تحدد مقدرات ومهارات وملكات كلٌ من الأطفال، ثم بعد ذلك توجهه لاكتساب اللغة الفرنسية، أو حتى إذا رأيت أنه في المرحلة الجامعية سيكون من المفيد له أن يدرس لغة رابعة فلا مانع من ذلك.

بالنسبة للغات هنالك من يتعلمها ليكتسب اللغة نفسها، وهنالك من يتعلمها ليكتسب بها علوماً أخرى، والإنسان لا يمكن أن يحذق اللغة إلا إذا ابتدأ في هذه اللغة، فهذا ضروري جدّاً، وسوف يصعب تماماً على الطفل في عمر صغير أن يحذق اللغة الحذق الكامل؛ لأنه لا يستطيع أن يفكر في أكثر من لغة، ربما يستطيع أن يفكر في لغة الأم -اللغة العربية- وإذا أجاد الإنجليزية ربما يتيسر له أيضاً التفكير فيها، ولكن لا أعتقد أن الطفل قبل السن الرابعة أو الخامسة عشرة يستطيع أن يكتسب لغة ثالثة لدرجة التفكير بها، وهذه هي مرحلة الإتقان.

أسأل الله أن يحفظهم، وأن يجعلهم قرة عين لك، وأن يجعلهم دائماً من المتفوقين.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً