الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم حل مدرس التقوية أسئلة محددة للطلاب توافق أسئلة الامتحان

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أدرس في إحدى الكليات، وتوجد مادة لدينا يأخذ فيها الطلاب دروس تقوية، والغريب أن دكتور الدرس كان يأتي بالطلاب صباحاً قبل كل امتحان ويحل معهم أسئلة ثم يأخذ منهم الورق قبل خروجهم، ويأتي الامتحان تماماً كما أجابوه مع الدكتور، وقد تكررت هذه القصة في خمسة امتحانات، وقد حدث ذلك أيضاً في امتحان آخر العام وأعطاهم الإمتحان بالضبط، فهل هذا يعد غشاً أم لا؟

علماً بأن الذين لا يأخذون معه لم يأخذوا الامتحان، ولم يعلموا شيئاً، وكان الامتحان صعبا للغاية، وكان هؤلاء الطلبة يهللون فرحاً، والآخرون على ضيق من الامتحان، وكانوا فرحين بهذا الدكتور ويدعون له، وسيقيمون له حفلاً بهذه المناسبة، فهل هذا عدل؟

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أسماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:

فإن المدرس الناجح يتيح لطلابه الفرص المتكافئة، وإعطاء الأسئلة لبعض الطلاب دون البعض أمر لا يقبل من الناحية الشرعية، وليس فيه مصلحة لأحد، ويعتبر خيانة للأمة، لأننا نقدم لها كفاءات مزورة، كما أن هذه الطريقة تعود الطلاب على الكسل، فلماذا يذاكرون إذا كانت الأسئلة سوف تُعطى لهم؟

ولست أدري أين إدارة الجامعة أو الجهات المسئولة عن الامتحانات؟! وهذا الأستاذ يحتاج للنصح ولفت النظر من قبل المسئولين.

ولا شك أن الصورة المذكورة غش وخداع، حتى لو فرضنا أن جميع الطلاب سوف يدرسون مع ذلك المدرس فإن هذه الطريقة سوف تعود الطلاب على الاتكالية والكسل والإهمال، ولقد عانت الأمة كثيراً من الذين يدرسون بطريقة تجارية؛ لأنهم لا يذاكرون إلا ليأخذوا شهادة (الزور) التي يهدفون من ورائها للحصول على وظيفة، فكيف يؤتمن من يسلك كل سبيل لذلك للحصول على الشهادات والمناصب.

وإذا تعلم الإنسان التزوير والغش فإنه سوف يتعامل مع الناس على وفق ذلك، وسوف أترك الأسلوب الأمثل للمعالجة للإخوة القائمين على الأمر عندكم.
وهذه وصيتي للجميع بتقوى الله الذي لا يخفى عليه خافية، مع ضرورة اللجوء إلى من يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء، ونسأل الله لكم النجاح والتوفيق.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً