الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نصيحة امرأة تتكلم في زوج صديقتها وتشتكي منه

السؤال

السلام عليكم.

لي صديقة أحببتها كثيراً وأخاف الله فيها، وهي يتيمة الأب منذ الصغر، والآن تزوجت من شخص أكرهه كثيراً، وهو أيضاً يكرهني، وسافرت، وعندما بدأت الاتصالات بيني وبينها، وبدأت تشتكي منه بدأت أغتابه وأسبه، وأدعو عليه لمجرد أنها اشتكت، وصرت أتكلم مع نفسي وأخاطب ضميري وخفت من أن أسبب مشاكل بينه وبينها.

أنا خائفة من الله لأني أغتابه وأعصب لأجلها، وهي لها إخوة وهي تحبني أيضاً، فقررت بيني وبين نفسي أن أقطع علاقتي بها نهائياً حتى لا أؤثر عليها بشيء سلبي، ولكي لا ترى إلا زوجها أمامها، وأنا أخاف من الله فيها، فهل إذا قطعتها نهائياً يكون لي جزاء عند الله؟ ولكم جزيل الشكر.

والسلام عليكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مروة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فإن المصلحة أن تكوني قريبة من صديقتك وانصحي لها وبيني لها أن البيوت لا تخلو من الأزمات والمشاكل، وأن المرأة لا يمكن أن تجد رجلاً بلا عيوب، واعلمي أن كره زوجها لك لا يضرها، كما أن كرهك له لا يضرها، ولكن حبك لها سوف يفسدها، ولا يعينها على مواصلة المشوار مع زوجها.

وأرجو أن تفرقي بين حبك لها وبين الحرص على قول الحق لها أو عليها، ومن المهم أن تعطيها النصائح التالية:
1.اطلبي منها أن تكثر من اللجوء إلى الله فإن قلوب العباد بين أصابعه.
2.اطلبي منها الحرص على تذكر وحشد إيجابيات زوجها، واتخاذها مدخلاً إلى قلبه وذلك بالثناء عليه بما فيه من جوانب جيدة.
3.ذكريها بأن زوجها كأي إنسان فيه إيجابيات وفيه سلبيات، حتى توقن أنه لا يوجد رجل بلا عيوب كما أنه لا توجد امرأة خالية من العيوب .
4.تذكري أنك طبيبة ولذلك فقد تعطيها دواء مراً ولكنه نافع وفيه الشفاء بإذن الله ولذلك لا تجامليها إذا شعرت أن لها دوراً في الذي يحصل من المشاكل.

وأرجو أن لا يحملك كرهك للرجل على ظلمه فإن الله سبحانه يقول: ((وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا))[المائدة:8] ولست أدري ما أسباب الكراهية بينكما؟ وهل أسباب دينية أم دنيوية! وأرجو أن يدرك الجميع أن أي امرأة لا تتضرر من كره الرجال لها إلا إذا كانوا من محارمها وأهل الإيمان في قومها، أما كراهية الأجنبي لها فلا يلحقها منه الضرر وقد تنتفع من ذلك.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله وبالتواصل مع صديقتك، وحاولي إرشادها ونصحها، وليس من حقك الإساءة لزوجها أو تحريضها على مخاصمته، ولا نؤيد مقاطعتها لأنها بحاجة إليك خاصة في هذا الظرف. كما أنه لا يوجد دليل متيقن على صدق كل ما تقوله عن زوجها ونسأل الله أن يصلح الأحوال.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً