الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العصيان في الخلوات.. والخوف من النفاق

السؤال

أنا شاب أقوم بواجباتي الدينية على أكمل وجه -والحمد لله- إلا أنني في بعض الأحيان أضعف وأشاهد أموراً سيئة، وبعد ذلك أشعر بندم شديد، وأقول في نفسي إنني منافق، فكل من يحيطون بي يعرفونني بالشاب المتدين والملتزم؛ مما جعلني ينتابني وسواس دائم بالنفاق، وكلما أقرأ آيات النفاق أتخيل أنها تنطبق علي، وأني سوف أكون في الدرك الأسفل من النار مع فرعون.

علماً بأني حاولت العديد من المرات الإقلاع عن هذا الأمر لكن دون جدوى، فهل بذلك أكون منافقاً؟ وما هي علامات المنافق؟

أفيدوني -رحمكم الله- فأنا في حيرة من أمري، وأشعر بخوف شديد!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Salem حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن خوفك من النفاق يدل على أنك من أهل الخير والإيمان، ومرحباً بك في موقعك بين الآباء والإخوان، ونسأل الله أن يعينك على الذكر والقرآن، وأن يجنبك الكفر والفسوق والعصيان، وكم أنا سعيد بهذه الاستشارة التي تدل على حياة القلب؛ وذلك لأن الخطوة الأولى في ترك المخالفة يكون بمعرفة خطورتها وآثارها، فالمؤمن لا ينظر إلى صغر الخطيئة ولكنه ينظر إلى عظمة من يعصي.

المؤمن إذا عمل ذنباً يخاف ويضطرب، ويخيل إليه أن جبلاً يوشك أن يسقط على رأسه، بخلاف المنافق الذي يأتي بالفظائع ويخيل إليه كذبابة على أنفه يوشك أن يشير لها فتطير، ومن هنا فهذا الخوف والهم والحزن دليل على الخير.

أرجو أن أقول لك أن من سعادة الإنسان أن يشهد الناس له بالخير، وعليه عند ذلك أن يرتفع إلى مستوى ظنهم، وأن لا ينخدع بثنائهم؛ لأنه أعلم بنفسه منهم، والله أعلم به من نفسه.

حتى تتخلص من تلك المخاوف التي هي ذنوب في الخلوات؛ فإننا ننصحك بما يلي:
1. كثرة اللجوء إلى الله.
2. الإكثار من الحسنات الماحية، إن الحسنات يذهبن السيئات.
3. تجنب الوحدة؛ لأن الشيطان مع الواحد.
4. وضع أجهزة الاتصال في أماكن مفتوحة كالصالات.
5. التعوذ بالله من الشيطان، ومطاردة هواجسه من البداية.
6. إدراك مراقبة الله لك، واستشعار الخوف منه.
7. معاتبة النفس ومحاسبتها؛ فإن كثرة المحاسبة تقلل الأخطاء.
8. المسارعة إلى التوبة بعد كل خطأ حتى يكون الشيطان هو المخذول.
9. تقوى الله في السر والعلن.
10. التعوذ بالله من الشيطان، وعدم الاستجابة لوساوسه؛ لأنه يريد أن يوصلك إلى مرحلة اليأس من رحمة الله.

أرجو أن تعلم أن النفاق الذي يوصل إلى الدرك الأسفل هو نفاق الاعتقاد، أما النفاق العملي فهو الوارد في الحديث الشريف: (آية المنافق...)، ولكن الأمر يحتاج إلى التوبة، وأرجو أن تحرص على تفادي أسباب الوقوع، فإذا سقط الإنسان فعليه الهداية والثبات.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً