الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الوسواس القهري في الوضوء والصلاة وسبل التخلص منه

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
أنا والحمد لله أعاني من مشكلة الوسواس في الوضوء وفي الصلاة.

عند وضوئي أنوي أكثر من مرة وأسمي أكثر من مرة، ولكن أعيد هذا ظناً مني أني لم أسم ولم أنو حتى أني أفضل الوضوء في المسجد في معظم الصلوات حتى أتوضأ بسرعة لأني أكون موجوداً بين الناس، وفي الفترة الأخيرة ساءت الحالة في البيت وفي المسجد.

أما في الصلاة فإن المصيبة تعظم؛ حيث إن الصلاة التي لا أصليها في المسجد (تحت مراقبة الناس) أصليها في البيت وتستغرق مني أحياناً ساعة كاملة، وهي عندما أنوي أعيد النية، وإذا ما كبرت أقطع الصلاة ظناً مني أني لم أنوِ النية المطلوبة للصلاة التي سأصليها، وقد تركت بعض الصلوات التي لم أستطع أن أصليها (8 تقريباً)، ولكن عن الصلاة في المسجد فهي على النحو التالي:

قد أكون مع الإمام في تكبيرة الإحرام، ولكن بعدما أكبر معه أقطع الصلاة في نفسي، ونفسي تحدثني بأني ما كبرت من أجل الله، ولكن من أجل الذين هم بجواري (يعني رياء)، حيث إنني أعمل محفظاً للقرآن في المسجد، وأنا والحمد لله من الأشخاص المحبوبين في الحي، وعندما يركع الإمام أكبر تكبيرة الإحرام ثم أركع (بسرعة)، أما في الركعة الثانية فإني أستعيذ بالله أكثر من مرة وأسمي أكثر من مرة، وأعيد معظم آيات الفاتحة أكثر من مرة، وهكذا تكرار في كل الصلاة، وقد بدأت هذه الحالة قبل سنة تقريباً، وأنا أدعو الله قبل كل صلاة أن أتمها، وأنا لم أرغب الاستعانة بأحد من الناس؛ لأني أظن أنهم لن يتفهموني، وقد لاحظ علي الكثير ذلك، وأحس أنهم ينفرون مني.

الرجاء الرد بسرعة؛ لأني متضايق جداً، وبارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

الوساوس القهرية المتعلقة بالعبادات هي كثيرة جداً، وهذا إن شاء الله تعالى هي دليل على أن عقيدة هذه الأمة الإسلامية راسخة وثابتة وتمثل المعنى الأسمى في حياة الناس.

أود أن أوضح لك الآتي:

1) أولاً الوساوس يجب أن تحقر وأن لا تتبع مطلقاً، وهذا ليس بمستحيل.

2) العلماء جزاهم الله خيراً حتموا على أهمية أن لا يعيد الإنسان صلاته أو وضوءه مهما أطبقت عليه هذه الوساوس.

3) تحديد كمية للماء عند الوضوء يعتبر علاجاً ضرورياً وناجحاً.

4) حين يأتيك الشعور بأنك لم تعقد النية في الصلاة قل لنفسك إن إقدامي على الصلاة في حد ذاته هو دليل انعقاد النية، ولذا لن أنوِي مرة أخرى.

5) فكرة أنك مرائي يجب أن تحقرها وأنت إن شاء الله لست مؤاخذا عليها، وعليك أن تستعيذ بالله تعالى من الشيطان الرجيم.

6) البشارة الكبرى هي أن نوع هذه الوساوس تستجيب للعلاج الدوائي بصورة ممتازة، وعليه أرجو أن تبدأ في تناول العقار الذي يعرف باسم (بروزاك) ويسمى علمياً (فلوكستين) أرجو أن تبدأ في تناوله بجرعة كبسولة واحدة في اليوم (20ملغم) بعد الأكل وذلك لمدة شهر، ثم بعد ذلك ارفع الجرعة إلى كبسولتين في اليوم وذلك لمدة 9 أشهر، ثم خفضها إلى كبسولة واحدة في اليوم لمدة 6 أشهر.

أنا على ثقة كاملة بإذن الله تعالى أنك بتناولك لهذا الدواء واتباع الإرشادات المختلفة الخاصة بوساوس الوضوء والصلاة وتفهم أن هذه مجرد وساوس والعمل على قهرها ستجد نفسك إن شاء الله قد تغلبت عليها وأنك في صحة نفسية ممتازة.

وهناك المزيد من العلاجات السلوكية لعلاج مثل هذه الوساوس ستجدها في هذه الاستشارات: ( 231771 - 231725 - 24339 - 225148 - 265972 - 272373).

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً