الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أستعيد ثقة خاطبي بي بعد أن أفشيت سره؟

السؤال

السلام عليكم.

عندي مشكلة وأرجو منكم أن تساعدوني في حلها بأسرع وقت ممكن.

أنا مخطوبة لشخص أحبه ويحبني جداً، وأنا في داخلي أحس بأني متفاهمة معه لأبعد الحدود، ودائماً نعترف لبعض بأننا متفاهمان.

منذ مدة قصيرة حصل خلاف بيني وبينه، تكلمنا في أمر، وطلب مني عدم إخبار أحد به، وهو ليس خطيراً جداً، كلمت قريبتي به، ومن خلفي قريبتي أخبرته بالأمر، وفي بداية الأمر أنكرت أني أخبرتها، وأعترف بأني أخطأت، لكن ضميري أنبني وأخبرته أني أخبرتها، ولهذا الموضوع فقد ثقته بي، وعانيت كثيراً لاسترجاع ثقته بي، حتى الآن يقول: أريد وقتاً لأنسى الذي صار، أنت كذبت عليَّ، لكنه يعاملني بطريقة أحسن من قبل، وبدأ يتغير معي للأحسن والحمد لله، وأنا محتارة ماذا أقدم له لكي ينسى خطئي، ودائماً أحاول معه، ومن بعد هذه المشكلة بفترة أصبح يقول لي بأني عديمة المسؤولية، ومستهترة، خصوصاً ونحن سنعيش بالغربة بعد الزواج؛ لأنه يشتغل في بلد عربي، والإقامة معه.

تفاجأت بكلامه، أول مرة يكلمني بهذه الطريقة، أحياناً أمزح كثيراً معه، ووجه لي ملاحظةً على مزاحي بأن أخفف منه، ووعدته بأن أتغير للأحسن كي لا أخيب أمله، هو أعطاني الكثير، وأنا متعلقة به، ولا أريد أن أخسره، فهل كذبي عليه مرةً هو السبب، أم فعلاً أنا مستهترة وعديمة المسؤولية كما يقول؟

مع العلم بأنه كان يقول لي: بأني واعية وذكية ومتفهمة كثيراً، والآن أرى العكس، فأنا محتارة كيف أتعامل مع هذه المشكلة؟ ولا أريد أن أخسره؟ وأريد أعيش معه حياةً سعيدةً خاليةً من أي تأثيرات جانبية، وأحياناً أحس بأني السبب بتعاسته، وهو يسعى دائماً لإرضائي، فأريد منكم أن تساعدوني كيف أثبت له عكس ما يقول؟

أرجوكم ساعدوني، ولا تتأخروا بالرد، وعذراً على الإطالة، وجزاكم الله كل الخير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مرام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن إخراج السر من مهددات الحياة الزوجية، وهو قبل ذلك من المخالفات الشرعية، والإنسان يملك سره، فإذا أخرجه أصبح ملكاً لغيره، ومن العقل والدين أن يقضي الإنسان حوائجه بالكتمان، خاصةً في هذا الزمان الذي يقل فيه الصادقون حتى بين الأهل والإخوان، فكرري له الاعتذار، وأظهري له الندم، وأعطيه وعداً بعدم حصول مثل هذا الأمر مرة أخرى.

وأرجو أن يعلم الجميع أن حفظ الأسرار من الحقوق الزوجية المشتركة التي لا بد أن يراعيها كل واحد من الزوجين، وأن المقصود بحفظ السر ليس الأشياء التي لا يجوز ذكرها فقط، ولكن كل ما يكره الزوج -أو الصديق أو الزوجة أو الصديقة– إظهاره يعتبر من الأسرار التي يجب صيانتها والمحافظة عليها شرعاً، حتى لو كانت متعلقةً بأمور عادية؛ لأن العبرة بكراهية صاحبها لانتشارها.

ونحن لا ننصح بوجود أسرار في فترة الخطبة؛ لأنها ليست إلا وعداً بالزواج، لا يبيح للخاطب الخلوة بمخطوبته ولا التوسع في العلاقات؛ لأن هذا الأمر له سلبيات، ولعل هذه المشكلة تصلح نموذجاً لذلك، ولست أدري لماذا يخبرك أصلاً بأشياء لا يريد أن يعرفها الآخرون؟ أليس من الأفضل أن تؤخروا هذه الأمور الخاصة لما بعد الزواج؟!

وهذه وصيتي لك بتقوى الله، ثم بضرورة المحافظة على كل أسرار خاطبك؛ لأنك إذا أفشيت سره لم تأمني غدره، كما قالت المرأة الحكيمة لابنتها، وأحسب أن الخروج من الموقف سهل إذا أحسنت الاعتذار وتعهدت بعدم التكرار.

نسأل الله أن يحشرك في زمرة الأبرار، وأن يوفقكم لإكمال المشوار، وأن يجمع بينكما على الخير، ومرحباً بك في موقعك، ونسأل الله لك وله الهداية والصلاح.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً