الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الشعور الزائد بالمسؤولية تجاه الآخرين

السؤال

السلام عليكم

عندي مشكلة وهي الشعور بالمسؤولية الشديدة عن الأهل والأصدقاء، وأحياناً أشعر بعتاب نفسي شديد، وبتوتر وقلق، وأحياناً تكون صراعات نفسية بسبب هذا الشعور بالمسؤولية غير المبرر، وغالباً تكون هذه المشاكل ليس لي يد فيها، مع أني ما زلت طالباً ولست مسؤولاً عن هذه المشاكل!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الشعور بالمسؤولية هي قيمة إنسانية عظيمة، وقد حضنا ديننا الإسلامي على ذلك، وفي نظري هي أيضاً من مكارم الأخلاق، ومن الأشياء الجميلة التي تساعد الإنسان على اكتمال بنائه النفسي بصورة إيجابية، وتؤدي في نفس الوقت لانحسار الطاقات السلبية الداخلية التي قد يتسم بها البعض.

إذن بصفة عامة الشعور بالمسؤولية هو أمر إيجابي جدّاً، وسوف يساعدك كثيراً في بناء شخصيتك، ولكن بالطبع إذا أصبح الأمر يسبب لك هاجساً وشغلاً، وأدى إلى فقدانك التركيز، وعدم القدرة على اتخاذ القرارات الصحيحة فلا شك أنه سيكون أمراً سلبياً ولا شك في ذلك، وفي هذه الحالة يكون القلق النفسي مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً بهذا النوع من التفكير حول المسؤولية، وبالطبع ندعوك أن تكون وسطاً، وندعوك أن تتحمل مسؤوليتك أولاً حيال نفسك، فقل لنفسك: (أنا الآن في المرحلة الطلابية، وأنا لابد أن أنجز ولابد أن أركز في دراستي، ولابد أن أكون متميزاً، ولابد أن أتحصل على أعلى الدرجات العلمية) لأن الدرجات العلمية نفسها سلاح فعال جدّاً يجعلك مقتدراً في تحمل المسؤولية في المستقبل - إن شاء الله تعالى - .

إذن ابدأ بتحمل المسؤولية حيال نفسك، واجعل خارطة تفكيرك قائمة على هذا الأساس، فقل: (أنا يجب أن أقدر مسؤوليتي حيال نفسي، ثم يأتي بعد ذلك الآخرون).

سيكون أيضاً من الجيد لك إذا وضعت نوعا من الأسبقيات فحاول أن تضع نوعا من الترتيب أو الجدولة في مسؤولياتك، فابدأ بالمسؤولية حيال نفسك ثم قل بعد ذلك: (أقدم ما أستطيع حيال أسرتي، ثم حيال أصدقائي، ثم حيال المجتمع بصفة عامة)، ولابد بالطبع أن يشعر الإنسان بمسئوليته حيال دينه وحيال عقيدته، هذا الترتيب سوف يساعدك - إن شاء الله تعالى – بأن تستبصر الأمور بصورة أفضلِ.

لابد لك أن تمارس الرياضة أيضاً خاصة رياضة المشي أو الجري لأن الرياضة علمياً تمتص كل الطاقات النفسية السالبة في الإنسان، والقلق حين يصل لمستوى لا يمكن التواؤم معه يعتبر طاقة نفسية سلبية.

أسأل الله لك التوفيق وأسأل الله أن يجعلك على قدر المسؤولية وأن يحفظك وأن يتولاك.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مجهول jameia saad

    انا لدي نفس المشكله

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً