الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الاكتفاء بالندم على ما فات دون عمل لا يعالج المشكلة بل يزيدها

السؤال

مشكلتي أنني تأخرت عامين في الدراسة بسبب الإهمال وعدم المذاكرة، وأنا الآن في الصف الثالث، والندم يلاحقني في كل الأوقات، فأرجو المشورة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ر.س حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الندم المجرد يؤخر صاحبه ولا يقدمه، والعاقل يحول مشاعر الندم السالبة إلى أعمال إيجابية نافعة، والإنسان يستطيع أن يعوض ما فاته إذا بعث في نفسه الهمة العالية بعد الاستعانة بواهب الدرجات العالية.

والمؤمن لا يقف في مكانه ويدور حول نفسه ويردد: لو كان كذا كان كذا، ولكنه يحسم تلك المشاعر السالبة بقول: (قدر الله وما شاء الله فعل) لأنه يوقن أن ذلك من الشيطان، والرضا بقضاء الله وقدره يسد الطريق على الشيطان ويعمق في النفس معاني الإيمان، وعجباً لأمر المؤمن أن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن أن أصابته سراء شكر فكان خيراً له أو أصابته ضراء صبر فكان خيراً له.

وقد شبه الإمام الغزالي الشخص الذي يقف عند الأخطاء والسلبيات ويضخمها ويدور حولها بمن لدغته عقرب فظل واقفاً في مكانه يقول لو أني جئت من هاهنا لما لدغتني ولو كنت كذا، والعقرب تلدغه الفينة بعد الفينة بدلاً من أن يحسن الهرب وينجو بنفسه.

وأرجو أن يعلم الجميع أن كثيراً من الناجحين تعرضوا لنكسات، وعثرات لكنهم جعلوها مجرد ذكريات، ومحطات في طريق النجاح، ولولا الرسوب والصعوبات لما أدرك الناس حلاوة النجاح.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً