الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الامتناع من الذهاب للعمرة بسبب الرهاب الاجتماعي ورهاب الساحة

السؤال

أريد أن أذهب إلى العمرة ولكني لا أستطيع ذلك بسبب الخوف، حيث أخاف عندما أخرج من البيت، وأتوقع أنه سوف يحدث كذا وكذا، فدلوني على العلاج الناجع حتى أتخلص من الداء.

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الحالة التي تعاني منها غالباً تكون هي نوع من المخاوف، هذه المخاوف نسميها بالخوف الاجتماعي، وفي بعض المرات نسميها أيضاً برهاب الساحة، أي أنك لا تستطيع الخروج من البيت؛ لأنك حين تفتقد أمان البيت تحس بالخوف.

وهذه الحالات يمكن علاجها بسهولة، وعلاجها ليس بالمستعصي أبداً بفضل الله، وتوجد علاجات دوائية مفيدة وفعالة جداً لمثل هذه الحالة، فهناك دواء يعرف علمياً باسم (باروكستين Paroxetine) ويعرف تجارياً باسم (زيروكسات Seroxat) أو (باكسيل Paxil)، أود أن تبدأ في تناوله فوراً، فابدأ في تناوله بجرعة حبة واحدة (عشرين مليجراماً) لمدة شهر، ثم بعد ذلك ارفع الجرعة إلى حبتين (أربعين مليجراماً) ليلاً، واستمر عليها لمدة شهرين، ثم ارفع الجرعة إلى ثلاث حبات (ستين مليجراماً) في اليوم، وتناول حبة واحدة في الصباح وتناول حبتين ليلاً، واستمر على هذه الجرعة لمدة أربعة أشهر، ثم بعد ذلك خفض الجرعة بمعدل كل ثلاثة أشهر، وحين تصل إلى الحبة الأخيرة تناولها لمدة ثلاثة أشهر، ثم بعد ذلك خفض الجرعة إلى نصف حبة لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

وهذا الدواء من الأدوية الممتازة لعلاج القلق والمخاوف - خاصة الخوف الاجتماعي ورهاب الساحة - كما أنها محسنة للمزاج وباعث إن شاء الله على الطمأنينة، هذا من ناحية العلاج الدوائي.

وأما العلاج المعرفي أو العلاج السلوكي، فأنت تريد أن تذهب لأداء العمرة، وجزاك الله خيراً على ذلك ونسأل الله تعالى أن يتم لك ذلك، ويجب كذلك أن تذهب إلى الحج إذا كنت مستطيعاً، وأنت ذاهب إلى مكان الطمأنينة وإلى بيت الله الحرام وإلى أفضل بقعة في الأرض، فما الذي يجعلك تخاف؟ ضع هذا في تفكيرك وفي مخيلتك، أنت حين تفكر مثل هذا التفكير أي أنك ذاهب إلى أفضل الأماكن إلى بيت الله الحرام، فهذا إن شاء الله يهون معه أي نوع من الخوف أو أي نوع من التردد.

وأنا أقدر مشاعرك لأني أعرف أن هذا النوع من الخوف هو خوف مكتسب، والخوف حين يسيطر على الإنسان يفقده حتى الرغبة في الأشياء الجميلة والطيبة، ولكن لابد أن تحقر الخوف ولابد أن تقاوم الخوف، ونصيحتي لك هو أن تبدأ يومياً أن تخرج من بيتك، فاخرج إلى جارك، واذهب إلى المسجد، هذه خطوات بسيطة واسأل الله أن يعينك فيها؛ لأن هذا التجنب والتردد يزيد من المخاوف، ولكن المواجهة أو ما نسميه بالتعريض أي أن تعرض نفسك لمصدر الخوف هو العلاج.

فأنت حين تخرج سوف تشعر بالتردد وسوف تشعر بمزيد من الخوف، ولكنك حين تستمر في الخروج وتصر على الذهاب إلى الأماكن التي تريدها سوف تحس بعد ذلك بأن الخوف قد ابتدأ في الانحسار حتى ينتهي تماماً، ولابد أن تجعل لنفسك برنامجاً يومياً تخرج من خلاله إلى المسجد خمس مرات، وتذكر أن الصلاة في المسجد أفضل؛ لأن صلاة الرجل في المسجد تفضل على صلاته في بيته وسوقه ببضع وعشرين درجة، وأنت حين تخرج سوف تلتقي إن شاء الله بالخيرين من الناس.

فاجعل لنفس هذه البرامج واذهب إلى الأسواق، واذهب إلى المناسبات الاجتماعية، فأنت لست معاقاً فيجب أن لا تقبل لنفسك هذا القصور، وحقر فكرة الخوف وقل لنفسك (سوف أخرج)، وأنا على ثقة كاملة أنك إن شاء سوف تنجح في ذلك، وأعرف تماماً أن هذا الدواء الذي وصفته لك بإذن الله سوف يعطيك الدافعية وسوف يكون سبباً بإذن الله في إزالة هذا الخوف منك، فعليك بالالتزام بتناوله بالجرعة الصحيحة التي وصفتها لك، وعليك أن تقوي من عزيمتك، وعليك أن تحقر فكرة الخوف، فأنت أقوى منه.

ويمكنك الاستزادة بالاطلاع على علاج المخاوف سلوكياً في الاستشارات التالية: (262026-262698-263579-265121)، نسأل الله لك العافية وأن يحقق لك ما تريد وأن يكتب لك زيارة بيته الحرام.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً