الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعجبت ببنت عمي لكنها غير محجبة وعائلتها تحارب ذلك!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لدي عم أحبه كثيراً، لكنه بعيد عن الله -عز وجل- وهو إنسان ناجح في حياته بكل المقاييس الدنيوية، ولديه بنت أعجبت بها كثيراً، وأخطط للزواج منها، ولكنها غير محجبة، وبعيدة عن شرع الله -عز وجل- كل البعد، وهذا لا يعني أنها لا تتمتع بتربية ممتازة.

وقد حصلت بإحدى الطرق على بريدها الإلكتروني، وبدأت أراسلها باسم مستعار، محاولاً أن أهديها -بإذن الله- إلى الطريق الصحيح، كما أني أراسل عمي لنفس السبب، وأرى أن السبب في وضع بيت عمي هو زوجته، فكلما أرادت ابنة من بناتها أن تتحجب سخّرت كل ما في البيت ضدها، فما الحل برأيكم؟ وهل ما أفعله خطأ أم صواب؟!

وشكراً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أيهم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنحن سعداء بحرصك على بذل الهداية لعمك وأسرته، وفرحون بحرصك على الدعاء لهم، نسأل الله أن يقر عينيك بعودتهم، ومرحباً بك وبهم، ويسعدنا أن نشاركك في الدعاء لهم.

وأرجو أن أقول لك: إنه إذا ثبت عندك رغبة بنات عمك في الحجاب والتدين؛ فإن ارتباطك بإحداهن مما سيعينك على ذلك؛ لأنك سوف تخرج بها عن سلطان تلك العائلة، والمرأة تتأثر بزوجها إذا كان متديناً، فإذا كان دينك متيناً وارتباطك بخالقك عظيماً؛ فإننا ندعوك لطرق باب ذلك العم.

واعلم بأن عرض بنات عمك من عرضك، وأنهن أقرب الناس إليك، وكم تمنينا أن يكون في كبار السن من أهلك من يستطيع أن يقدم الدعوة للعم المذكور، مع ضرورة أن يذكره من يدعوه إلى الله بإيجابياته، ويُظهر الإعجاب بنجاحه مع تذكيره بفضل الله عليه.

وأرجو أن تهتم بتعميق معاني التدين في نفسك، فإن في ذلك خيراً لك ولهم، كما أرجو أن تعلم أن قبول ابنة عمك لك قبول للتدين، ونحن نتمنى أن تكون أيضاً من الناجحين في حياتك بعد تدينك، فاحرص على التفوق في دراستك وتوكل على ربك.

ولا يخفى على أمثالك أن المؤمن إذا لم يظهر له جانب الخير والصواب؛ فإن عليه أن يسجد للعظيم الوهاب، وذلك بصلاة الاستخارة، والتي فيها طلب الدلالة إلى الخير ممن بيده الخير، ولك أن تشاور العقلاء والفضلاء من أهلك، وأرجو أن تقترب من عمك أكثر وأكثر حتى يرى فيك أخلاقك وأدبك.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بالاستمرار في الدعوة إلى الله، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ولهم الهداية.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً