الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عدم القدرة على الموازنة بين الدراسة واللعب سبب للإخفاق والفشل

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، تحية طيبة لكم أيها الأخوة الكرام في موقع إسلام ويب، وبعد:

أنا طالب في المرحلة الثانوية، كنت قبل سنوات قليلة متفوقاً في دراستي، حيث كنت الأول دائماً على صفي، لكني عندما دخلت المرحلة الثانوية انخفض مستواي الدراسي فأثر ذلك على معدل درجاتي، وهذا بسبب أنني لم أعد أوازن بين الدراسة اليومية واللعب، حيث أقضي يومياً ما بين ثلاث إلى خمس ساعات أمام الكمبيوتر، وبعدها أذهب للعب الكرة أو مشاهدة التلفاز حتى موعد النوم.

وبهذه الطريقة يضيع يومي كاملاً، ولا أدرس إلا في وقت الامتحانات، وحتى عندما أدرس لا أجد الميول والحب للدراسة كما كان في السابق، فيصيبني الملل بعد نصف ساعة فآخذ استراحة تقارب الساعتين، وهذا ما يسبب لي السهر وقلة النوم كي أذاكر في الليل، وأذهب إلى الامتحان وتضيع عليّ درجات كثيرة بسبب التشويش وعدم التركيز، وقد أتعبني هذا الموضوع كثيراً، وأحاول مراراً فتح صفحة جديدة كي أرضي ربي ووالديّ ونفسي لكني لا أستطيع، فهل من حل؟!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الأمر واضح وبسيط، فالدراسة تتطلب الالتزام وتتطلب الشعور بالمسئولية، فأنت عليك أن تفعل أمرين: الأمر الأول هو: أن تكون لك جلسة خاصة مع نفسك، حيث تفكر بتمعن وتركيز ومصارحة ومكاشفة ومواجهة حقيقية مع نفسك لكي تعيد تقييم ما أنت فيه، وإذا كنت جاداً مع نفسك – وأحسبك كذلك – فسوف تصل إلى قناعة أن المنهج الذي تنتهجه هو منهج خاطئ.

والأمر يعتمد على المفاضلة، المفاضلة بين العلم وبين اللهو، بين الجدية وبين الفوضى، بين المسئولية وبين اللامسئولية، بين المستقبل الناجح وبين المستقبل الفاشل.

فإذا غيرت نفسك فكرياً يكون التطبيق بعد ذلك سهلاً، ولكن مشكلتك هي عدم استشعارك للمسئولية، ولا أريد أن أقلل من شأنك، ولكن هذه هي العلة الرئيسية، فلابد أن يحدد المرء أسبقياته وذلك باستشعاره بمسئوليته حيال ما يود أن يقوم بتنفيذه، فاجعل العلم والدراسة والتحصيل في أعلى المراتب من ناحية مسئوليتك الشخصية.

والأمر الثاني هو أن تنظم وقتك، وأقول لك بكل صراحة وبكل صدق، في حالتك يجب أن تبتعد تماماً عن الكمبيوتر لمدة أسبوعين على الأقل، وتتخذ هذا القرار الآن؛ لأن الجلوس على الكمبيوتر لساعات يؤدي إلى إدمانه، والإدمان يؤدي إلى الشعور بالتحفيز الداخلي الذي يجعل الشخص الذي يُدمن على الكمبيوتر أن يجلس لساعات أطول، وهذا يُقطع تماماً بالتوقف الكامل بالتعامل مع الكمبيوتر، وهذا ليس بالصعب أبداً.

وأما لعب الكرة فلا مانع أن تخصص له وقتاً؛ لأن الرياضة مهمة، والرياضة أمر جيد للصحة النفسية وللصحة الجسدية، فضع لنفسك جدولا يومياً، وهذا الجدول دائماً يبدأ من صلاة الفجر، وبعد الصلاة أدرس لمدة ساعة، هذا هو وقت الاستيعاب الأفضل، وأنت حين تدرس هذه الساعة قبل الذهاب إلى المدرسة سوف تحس حقيقة بالرضا لأنك قد أنجزت إنجازاً جيداً، وبعد أن تعود من المدرسة خذ راحة ثم بعد ذلك ابدأ في الدراسة، وإذا كنت تريد أن تروح عن نفسك بمشاهدة التلفزيون أو خلافه لا مانع من ذلك بعد أن تكون أنجزت الأمر الضروري وهو المذاكرة، ولابد أن تذهب إلى الفراش في وقت ثابت، ثبت وقت النوم، هذا يجعلك إن شاء الله لا تسهر وتستطيع أن تستيقظ في الصباح بصورة أفضل.

الأمر واضح وجلي، وإذا سألت أي أحد سوف يجيبك نفس هذه الإجابة التي أجبناك إياها، والاستشعار بأهمية العلم وبأن المسئولية هي مسئولية شخصية، وأن التنفيذ ممكن وليس بمستحيل وليس بالصعب وأنك تريد أن تكون من المتميزين والمتفوقين حتى تجني ثمار ذلك مستقبلاً.

تخيّل وأنت في عمر الخامسة والعشرين تكون في مختبرك، تكون في وضع العلماء، وهذا لا يتأتى إلا إذا اجتهدت الآن، عش هذا الخيال المستقبلي الواعد واسع من الآن لذلك، وعليك أيضاً أن تستفيد وتستعين بزملائك، وأن تكون لكم مجموعة دراسية، هذا أيضاً أمر جيد ويساعد كثيراً.

نسأل الله أن يوفقك وأن يسدد خطاك، ونشكرك على تواصلك مع موقع إسلام ويب.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً