الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

برودة في الأطراف بسبب القلق

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عند النوم تبدأ معاناتي التي لا تنتهي، فمنذ سنة تقريباً أعاني من برود في الأطراف ورغبة شديدة في الذهاب إلى الحمام، ولكن لا يوجد شيء، وقد صرفت لي أدوية كثيرة، وآخرها ريمارون، ولكن لم ينفع بشيء.

علماً بأني قمت بأشعة وتحاليل دم ولكن دون فائدة تذكر، فما سبب هذا كله؟!

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد الدوسري حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:

فإن هذه الأعراض التي تعاني منها وهي الشعور بالبرودة في الأطراف والرغبة الشديدة في الذهاب إلى الحمام عند الذهاب إلى النوم، في رأيي هي دليل على وجود قلق، والقلق كثيراً ما يظهر في شكل أعراض جسدية مثل التي ذكرتها، ربما تستغرب إذا قلت لك إن العلاج بسيط جدّاً، وهو يتمثل في ممارسة الرياضة.

الرياضة تزيل تماماً مثل هذه الأعراض، فعليك أن تبدأ من الآن بداية جادة في ممارسة أي نوع ممكن من الرياضة، وخيرها رياضة المشي أو الجري، على ألا تقل عن ساعة في اليوم.

وعليك أيضاً أن تقوم بتمرينات لتقوية عضلات البطن، فهذا يُعرف عنه أنه يُقوي من عضلات المثانة، ويجعل تقلصاتها وانقباضاتها أقل، كما أنه يقلل من تقلصات القولون العصبي؛ لأن هذه المشاعر التي تأتيك والتي تظهر في شكل رغبة في الذهاب إلى الحمام، تدل على تقلصات في عضلات هذه الأجهزة الداخلية، فكن حريصاً على ممارسة الرياضة.

الحرص الآخر يجب أن يكون على ممارسة تمارين الاسترخاء، وتمارين الاسترخاء فيها أنواع كثيرة تبدأ بالاسترخاء التنفسي، وتنتهي حتى إلى ما يسمى بالاسترخاء الذاتي أو التنويم الذاتي، هي ذات منفعة كبيرة جدّاً في علاج مثل هذه الأعراض، فعليك أن تتحصل على أحد الأشرطة أو الكتيبات أو السيديهات الموجودة في المكتبات، والتي توضح كيفية تطبيق هذه التمارين.

ويا حبذا لو استرشدت بأحد الأخصائيين النفسيين – وليس الأطباء النفسيين – ليقوم بتدريبك على ممارسة تمارين الاسترخاء.

بقي بعد ذلك أن أقول لك إنه يُحبذ أن تحسن صحتك النومية بـ:
(1) أن تتجنب النوم النهاري.
(2) أن تمارس الرياضة وتمارين الاسترخاء.
(3) أن لا تتناول أي مشروب أو طعام يحتوي على مادة الكافيين – مثل الشاي والقهوة والبيبسي والشوكولاتا - وذلك بعد الساعة السادسة مساءً.
(4) أن تجعل هنالك وقتاً ثابتا للنوم؛ لأن الإنسان لديه ساعة بيولوجية إذا رُتبت ونُظمت على النمط والأسس الصحيحة تسهل له عملية النوم تماماً.
(5) أن تذهب قبل النوم للحمام والجلوس قليلاً وتكون مسترخياً.. هذا أيضاً يجعل عضلات المثانة والقولون في وضع استرخائي.
(6) أن تكون حريصاً على أذكار النوم، ويا حبذا لو سبقت النوم بالوضوء وصلاة ركعتين، أو مع ركعة الوتر هذا فيه نفع كبير وكثير لك.

بالنسبة للأدوية أنت ذكرت أن (الريمارون Remeron) لم يساعدك، وأنا أقول لك إنه دواء جيد وممتاز، ويحسن كثيراً من الصحة النومية ويزيل القلق، وأنا أود منك أن تدعمه بتناول عقار يعرف تجارياً باسم (أتراكس Atarax) ويعرف علمياً باسم (هايدروكسين Hydroxzine) تناوله بجرعة خمسة وعشرين مليجرام قبل ساعتين من النوم، ومن الأفضل أن تتناول معه الريمارون في نفس اللحظة.

وأنصحك أيضاً أن تتناول عقار تجاري باسم (دوجماتيل Dogmatil) ويعرف علمياً باسم (سلبرايد Sulipride) بمعدل كبسولة واحدة في الصباح لمدة أربعة أشهر.

أما الأتراكس فتناوله لمدة شهرين، ثم خفض الجرعة إلى عشرة مليجرام ليلاً لمدة أسبوعين، ثم توقف عنه، ولكن لا بأس من أن تتناوله عند اللزوم.

بالنسبة للاستمرار على عقار ريمارون - كما ذكرت لك هو عقار جيد وممتاز - عليك الاستمرار عليه لمدة عام على الأقل، ولا تنس الجوانب الأخرى في الحياة كالتفكير الإيجابي السليم، والتناسي والتغاضي عن السلبيات، والتواصل الاجتماعي، استثمار الوقت فيما هو نافع، حضور حلقات التلاوة.

هذه إن شاء الله تيسر للإنسان أمره وتجعله مطمئناً ومسترخياً، ولا شك أنها تزيد من معدل الكفاءة الصحة النفسية والاجتماعية، نسأل الله لك العافية والشفاء، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً