الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التعثر في الدراسة يجب أن يكون باعثاً على التقدم لا النكوص والاستسلام

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

كنت في أول المرحلة الجامعية في غاية النشاط، حيث كنت أعمل وأدرس في نفس الوقت، وحصلت على تقدير جيد في السنتين الأوليين، وكان هدفي أن أقوم بعمل دراسات عليا بعد التخرج، ولكن حصل ما لم أتوقعه، حصل لي رسوب في مادة كنت أحبها لدرجة كبيرة، ولا أعرف سبب رسوبي رغم أني أجبت فيها جيدا.

وقد أثر هذا بشكل سلبي كبير على تغيير هدفي، لأني في آخر عام في الجامعة، حيث بدأت أكون ضعيف الهمة، ولا أرغب في فعل أي شيء، وبدأت عزيمتي تنكسر وجسمي يتعب، وتركت عملي وبدأت أعيش حياة كلها ملل، وصرت منعزلاً وأجلس بالساعات أمام شاشة الكمبيوتر، حتى أصدقائي بعدت عنهم لأني أصبحت إنساناً فاشلاً، فما السبب؟!

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mohammed marzouk حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الفشل قد يحدث في حياة الناس، والإخفاق هو جزء مما يتعرض له الإنسان، ونحن نقول دائماً أن الفشل هو وسيلة من وسائل النجاح، هذا الكلام ليس فيه أي مبالغة.

وأنت حدث لك نوع من التعثر، أي كان سببه بالرغم من أنك ذكرت أنك أجبت إجابات جيدة وممتازة وبالرغم من ذلك رسبت في المادة، لا شك أن هذا هو تفسيرك وهذا هو المعيار الذي قست عليه أداءك، إنك قد أديت أداءً جيداً ولكن نقول لك بكل أمانة إذا كان أداؤك جيداً لكنت قد نجحت، هنالك أخطاء قد لا يستشعرها الإنسان في الامتحانات، هنالك كثيراً ما يكون سوء فهم للسؤال، وهذا تترتب عليه إجابات خاطئة، وهنالك أسباب كثيرة نعرفها جميعاً قد تجعل الإنسان يرسب ويخفق في مادة أو مواد ما، عموماً أقول لك هذا ليس نهاية المطاف، وهذه تجربة وعبرة، وأنت شاب لديك طاقات نفسية ولديك طاقات جسدية وفوق ذلك لديك آمال ولديك غايات تريد أن تصل إليها وكنت في قمة النشاط وكنت في قمة الدافعية والدافعية، فيجب أن لا يكون هذا التعثر البسيط محبطاً لك أبداً، هي عبرة وهي تجربة وهي عظة وليس أكثر من ذلك.

كونك تنصرف لتقضي ساعات طويلة على شاشة الكمبيوتر أعتقد أن هذا أمر ليس صحيحاً وليس مجدياً، وهو نوع من الهروب المدمر ولا شك في ذلك، وأنت تستطيع أن تغير نفسك ويجب أن تكون صارماً مع نفسك، وهذه نصيحتي الأساسية لك، كن صارماً وزع وقتك بصورة صحيحة، ارجع إلى دراستك مرة أخرى رتب أمرك، اجعل هذا الرسوب الذي حدث لك حافزاً من أجل النجاح والتميز، كن متفائلاً ومتلائماً مع نفسك، استعن بعد الله تعالى بأصدقائك واتخذ القدوة الحسنة، فالصديق الخيّر يعينك على أشياء كثيرة ويعينك على طاعة الله ويعينك في الدراسة ويعينك في أن تكون منجزاً.

وعليك أيضاً أن تتذكر المستقبل، وأن الإنسان إذا لم يتحصل على مؤهل عالٍ وكان منجزاً في دراسته ومتمسكاً بعقيدته لا نعتقد أنه سوف يكون له أي أمل في مستقبل حقيقي فاعل، ولا أرى أنك مصاب باكتئاب حقيقي أنت مصاب بالهروب ونوع من النكوص النفسي، واجه هذا الواقع الذي تعيشه ولا أعتقد أن واقعك مراً أو سالباً للدرجة التي تحس بهذا الملل وهذا الكدر، نظم وقتك واجعل لحياتك هدفاً لا تساوم نفسك لا تلجأ إلى الهروب ولا تلجأ إلى النكوص، ولا تلجأ إلى التراجع، تذكر أن لديك طاقات نفسية وجسدية إيجابية هي موجودة في داخلك ونقول لك أن الإنسان هو الذي يغير نفسه وليس الآخرين، استشعر أهمية الموقف، وإن شاء الله سوف تسير الأمور سيراً إيجابياً بالنسبة لك.

ويمكنك الاستفادة من الاستشارات التالية حول علاج الإحساس بالفشل سلوكياً : (1131-234086-259784-264411-267822)، وعلاج الملل سلوكياً : (264411 - 230249)، نسأل الله لك التوفيق والسداد، وكن حريصاً واعرف أين مصلحتك وحاول أن تنفذ وأن تنجز.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • المغرب محمد

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    انا ايضا لدي نفس المشكلة والاجابة التي قالها الاخ صائبة.

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً