الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحس بالضيق الشديد من أداء الضروريات المحددة بوقت معين!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أحس بضيق نفسي عند ما أحس أني ملتزم بشيء ما ويجب أن أعمله في وقته المحدد، ربما كان هذا الشعور بعد ضغط الأمور الدراسية وما إلى ذلك، ويؤثر هذا سلباً عليَّ، فمثلاً: عندما أمارس نشاطاتي اليومية بطريقة عادية وأذكر مثلاً أنه يجب علي الصلاة بعد ساعة، أو الساعة الواحدة، أشعر بالتوتر والضيق.

وينطبق الأمر على العديد من الأمور الأقل أهمية من الصلاة، مثل: الذهاب لقضاء مصلحة ما، وأعتقد أن هذا يكون عندما يزيد الالتزام، فالصلاة 5 مرات في اليوم ويجب أداؤها في أوقات محددة، وأنا لا أريد أن أحس بهذا الإحساس مع الصلاة، أريد أن أرتاح وأتخلص من هذا الشعور، فماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن استشعار المسلم لأهمية الصلاة وحرصه على الخشوع فيها، والمواظبة على أذكارها وأركانها وإقامتها كما أرادها الله، يجعل المسلم يتشوق لمجيء الصلاة ويرتاح إليها، ولا عجب فقد كانت قرة عين رسولنا الكريم -صلى الله عليه وسلم- في الصلاة، وكان يقول: (أرحنا بها يا بلال).

وكان سعيد بن المسيب يقول: (ما أذن مؤذن منذ عشرين سنة إلا وأنا في المسجد)، وقيل لسلمان الداراني: أتحدث نفسك في الصلاة؟ فقال: (وهل شيء أحب إليّ من الصلاة حتى أحدث نفسي به فيها).

أما كراهيتك للأشياء التي لها توقيت محدد وملزم: فهذا أمر نرجو أن تجتهد في التخلص منه؛ لأن بلوغ المعالي لا يحصل إلا بالصبر والانضباط والاجتهاد، أما إذا كانت كراهيتك لشدة همك وتركيزك فهذا جانب إيجابي إذا كان بالقدر المطلوب المناسب، وبعض الناس تجده يخطط ويرتب ويركز حتى للأمور العادية؛ لأنه في الحقيقة لا يرضى إلا بأعلى درجات الكمال، ونحن نتمنى أن يستمر الاهتمام ولكن من الضروري أن تأخذ كل مسألة حجمها المناسب.

وهذه وصيتي لك: بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يوفقك للخير ومرحباً بك في موقعك.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً