الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التعامل مع الأبناء بعد الطلاق

السؤال

حصل خلاف بيني وبين زوجتي أدى إلى انفصالنا عن بعض، وقد تم إثبات الطلاق في المحكمة، ولكن بعد ذلك جاء أحد إخوة طليقتي وأخذ بناتي الثلاث وجميعهن بالغات، وذهب بهن إلى منزلهم حيث تسكن أمهن، وقد طالبت بإعادتهن في المحكمة وتم الاتفاق على بقائهن حتى نهاية الدراسة لهذا العام 1430 هجرية، وحرر ذلك في صك الطلاق هذا، وقد طلبت إعادة بناتي بعد انتهاء الدراسة، ولكن البنات رفضن الرجوع إليّ كما قال خالهن، بل ويطالبن بنفقة ليبقين مع أمهن، وبما أنني أبوهنّ ومسئول عنهنّ ولا أرضى أن يعشن بعيداً عن عيني أرجو توجيهي لما ترونه مناسباً: هل آخذ بناتي بقوة القانون أم ماذا أفعل؟

أفيدوني أثابكم الله الجنة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ جبران حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك - أيها الأخ الحبيب - بين إخوانك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية.

وكنا نتمنى أن يحل ما بينك وبين زوجتك من خلاف دون الوصول إلى الطلاق، لما للطلاق من آثار على الأبناء والبنات، وهذا الذي بدأت تعانيه طرف من ذلك، ولذا فإننا ننصحك أولاً أيها الأخ الكريم بإعادة النظر في المشكلة برمتها ومحاولة لم شمل الأسرة من جديد، فلعل النفوس تكون قد هدأت بعد الطلاق وتكون فرص الإصلاح أكثر.

فإن أمكن هذا الحل مع تحمل ما قد يرافقه من متاعب وصبر كل واحد منكما على الآخر؛ فهذا هو الحل الناجع لهذه المشكلة من جذورها، وغير خافٍ عليك - أيها الأخ الحبيب - أن العاقل يفضل تحمل بعض الأذى والمكروه لدفع ما هو أشد منه، وقد قيل: بعض الشر أهون من بعض، والحياة الزوجية لا تخلو من نزاع وخلاف ولا تصفو من كدر، والمرأة فيها عوج بطبيعتها التي خلقها الله عز وجل عليها، فإما أن يصبر الرجل على هذا العوج وإما أن يريد تقويمه، وتقويمه يكون بالطلاق كما ورد بذلك الحديث النبوي، ثم يبدأ بعد ذلك بجني ثمار الطلاق وآثاره على أبنائه وبناته.

أما إذا لم تمكن مداواة الوضع بلم شمل الأسرة وأبيتم إلا البقاء على الفراق، فإنه ينبغي لك أن توازن بين المصالح والمفاسد، فتربية البنات تحتاج إلى جهد متواصل ورعاية مستمرة، كما أن حاجتهن إلى الأم حاجة أكيدة في هذا السن، فإن كنت لا تخشى على البنات فساداً وشراً ببقائهن مع أمهن ولم يكن في بقائهن معها محذور شرعي كاختلاطهن بغير المحارم؛ فنرى أن تحاول الإحسان إلى أمهن لتقوم برعايتهن وحفظهن مع ضرورة توثيق صلتك بهن ودوام التواصل معهن، وإذا وجدن فيك حاجتهن من الشفقة والرعاية والحنان ربما اخترن الرجوع إليك برضاهن.

أما إذا لم يكن الحال كذلك، بأن خشيت على البنات أو كان في بقائهن مع أمهن مخالطة لغير المحارم؛ فإنه يتعين في هذه الحالة أن تضم بناتك إليك ولو بقوة القانون كما ذكرت، وأما النفقة على البنات فإنها تلزمك على كل حال، أي: سواء بقين مع أمهن أو ضممتهن إليك في بيتك، ما دامت البنات فقيرات لا مال لهن.

نسأل الله تعالى أن يصلح شأنك ويقدر لك الخير، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر اسراء مصطفي

    ايها الاب بارك الله فيك لانك سمحة لبناتك الذهاب مع امهن وانا اؤكد لهذا الاب ان بقائهن مع امهن اصلح لهن فانا ابنه في سن بناتك واعاني كثيرا وعليك رحمتا ببناتك الانفاق عليهم حتي لا يعانون وحتي لايتكففون احد وجزاك الله خيرا وجزي كل اب يريد سعادة اولادةاولا وجزي الله القائمين علي هذا الموقع خيرا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً