الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نصائح لمن يحملون هم المستقبل لأسرتهم

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

أحلم بمنزل تمليك، فأولادي كبروا ونحن في دائرة الإيجار، أريد لي ولهم ولزوجي الاستقرار، لدينا أهداف أخرى ومتطلبات، وأشعر بالعجز أنا وزوجي عن تحقيقها، لا أعمل، وليس لدينا سوى راتب زوجي، وعليه قروض.

وجهة عمله لديها عروض للتقاعد المبكر، لو تقاعد فلن يكون هناك مدخول مالي ثابت إلا إذا عمل مشروعاً ونجح، وهذا علمه عند الله.

وهذا الأمر سبب لي حالة نفسية سيئة، لا نريد أن نقدم على أي خطوة إلا بعد الاستشارة والنصح.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ Meme حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحباً بك أيتها الأخت في موقعك استشارات إسلام ويب، وشكر الله لك حرصك على مصلحة أسرتك، واهتمامك بمستقبل زوجك وأولادك.

ولكننا نتمنى ألا تدخلي على نفسك الهم والحزن والأسى بسبب ما تتوقعينه في المستقبل، فإن المستقبل غيب ولا يدري الواحد منا ماذا سيكون في الغد، فلا ينبغي للإنسان العاقل أن يستعجل الهموم ويحاول أن يقرب هموم عشرات السنين القادمة ليعيشها في لحظته الآن، وهو لا يدري أتوجد تلك الهموم أم لا؟

فكم من إنسان كان يعيش هم الفقر الذي سيعانيه في المستقبل هو وأولاده ثم أصبح أولاده بعد ذلك من أثرياء الناس، فلا داعي للقلق والهم بشأن المستقبل، وصدق الشاعر حين قال:

دع المقادير تجري في أعنتها *** ولا تبيتنَّ إلا خالي البالِ
ما بين غمضة عين وانتباهتها *** يغيِّر الله من حال إلى حال.

ونحن نوصيك أيتها الأخت الفاضلة أن تهتمي باليوم الذي أنت فيه، فانظري إلى نعم الله عليك وعلى أسرتك، فأنتم ولله الحمد تعيشون في عافية وصحة وأمن واستقرار، تجدون ما تأكلون وما تلبسون، وتأوون إلى بيت تجدون أجرته، وهذه النعم كلها ملايين من البشر محرومون منها يتمنونها.

إذا تفكرت في هذا كله أيتها الأخت ستعرفين نعمة الله عليك وعلى أسرتك، وينبغي لك أن تشغلي نفسك بشكر هذه النعم الجليلة، فإن شكر الله قيد للموجود من النعم وصيد للمفقود منها، وقد قال الله تعالى: (لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيد)، [إبراهيم:7].

فحاولي -بارك الله فيك- شغل أوقاتك وأوقات زوجك وأبنائك وبناتك بطاعة الله تعالى، وحسنوا علاقتكم بالله وأحسنوا الظن، وأكثروا من دعائه، وكونوا على ثقة بأن من يتقي الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب، ومع هذا كله لا بد من الأخذ بالممكن من الأسباب المشروعة، فحثي زوجك على التكسب فيما يقدر عليه ويبقي على عمله ما دام يقدر على العمل.

وجهي أبناءك نحو الجد في أمور حياتهم والأخذ بأسباب الرزق، مع حسن التدبير لأمور المعيشة، فإنه ما عال من اقتصد، كما قال صلى الله عليه وسلم: (اللهم إني سألك القصد في الفقر والغنى)، وسترون -بإذن الله تعالى- خيراً كثيراً، ونسأل الله تعالى أن يغنينا جميعاً من فضله ويقضي حاجاتنا جميعا، إنه جواد كريم.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً