الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتغلب على النسيان لأركز في دراستي وأحصل على النجاح؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا طالبة في أول ثانوي، انقطعت عن الدراسة ورجعت، أمنيتي أن أكون ممرضة وداعية -بإذن لله-.

مشكلتي: كثرة التفكير بأن أصبح ممرضة أتعبني جداً، أحاول أن أركز في شرح المعلمة، أحاول أن أذاكر، لكن أحس أنه لا فائدة! دائماً يخطر في بالي أن أفشل، أخاف أن لا أنجح، أخاف أن تكون نسبتي ضعيفة لا تدخلني كلية التمريض، رغم أني أحاول أن أشغل تفكيري بذكر الله وأستغفر، لكن بالي مشغول في الشيء الذي أحلم به.

حتى أمنيتي حينما يوفقني ربي ويحقق حلمي في التمريض: أمنيتي أن أكون داعية إلى الله سبحانه، حتى صرت مقصرة مع زوجي، أذاكر لكن بدون فهم، بالي مشغول بالتفوق.

كيف أتغلب على النسيان؟ علماً أني أذاكر سطرين وأحفظهما، وبعدها أنساهما! أذهب للمدرسة وأنا فاهمة، وعندما أرى الأستاذة أنسى كل شيء، ولا كأني فتحت كتاباً، وهكذا حتى في الاختبارات، ماذا أعمل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأنت لديك أهداف واضحة جدّاً، وهي أهداف سامية في نظري، فالتخصص في التمريض هو من المهن الإنسانية الراقية، خاصة إذا أحسن الإنسان أداءها، وأمنيتك أن تكوني داعية إلى الله، هذا لا شك أنه هدف عظيم، أسأل الله أن يحققه لك، وفي نظري كلا الأمنيتين ليست صعبة المنال أبداً، فقط الأمر يتطلب منك شيئاً من ترتيب الوقت، شيئاً من الاجتهاد، والثقة بنفسك، فلا تقيمي نفسك تقييماً سلبياً، حاولي أن تديري وقتك بصورة صحيحة.

بالنسبة للنسيان وعدم التركيز: هو دليل على وجود قلق، والقلق النفسي الذي لديك أعتقد أيضاً أنه تحول إلى شيء من الوساوس، فهذه الاجترارات التي تأتيك حول الدراسة وكثرة التفكير أصبحت وسواسية، وأصبحت سلبية، وتسبب لك قلقاً.

ولذا أنا أنصحك: بتناول دواء مضاد للقلق والوساوس وهو دواء بسيط وجيد جدّاً، وإن شاء الله أيضاً يحسن من طاقاتك الدراسية، والدواء يعرف علمياً باسم (فلوكستين Fluoxetine)، ويسمى تجارياً باسم (بروزاك Prozac)، وله مسميات تجارية كثيرة أهمها هذا الأخير، أرجو أن تتحصلي عليه وتتناوليه بجرعة كبسولة واحدة في اليوم (عشرين مليجراماً).

استمري عليه لمدة ستة أشهر، ثم خفضي الجرعة إلى كبسولة يوماً بعد يوم لمدة ثلاثة أشهر، ثم توقفي عن تناوله، والدواء إن شاء الله سوف تجدين فيه نفعاً وخيراً كثيراً جدّاً.

أنصحك أيضاً: أن تدرسي مع زميلاتك من وقت لآخر، فالدراسة الجماعية التي من خلالها يجد الإنسان الدعم والمساندة والقدوة الحسنة، لا شك أن ذلك يساعد كثيراً.

أنت أمامك فرصة عظيمة لأن تقسمي وقتك بصورة صحيحة، وأن تخصصي وقتاً للدعوة، ولا شك أن الإنسان الذي يريد أن يكون داعياً إلى الله تعالى لا بد أن يزود نفسه بالعلوم الشرعية، فعليك بالحرص في ذلك، ونسأل الله تعالى أن يحقق لك هذه الأمنية الطيبة وأن يعز الإسلام بك، وأن يجعلك إن شاء الله من الداعيات المتفوقات والنجاحات.

ولا بد أن تهتمي بزوجك، ولا بد أن تسانديه، وإن شاء الله زوجك سوف يبادلك نفس هذه المشاعر، وسوف يقوم بمساعدتك لتصلي إلى ما تودين الوصول إليه.

وتذكري أن أهدافك وأمنياتك سامية ونبيلة، ودائماً سلي الله تعالى أن يكتب لك السداد، وأنا على ثقة كاملة أن البروزاك سوف يفيدك كثيراً.

أنصحك: بتحين الأوقات والفرص الطيبة التي يكون استيعاب الإنسان فيها جيداً، وأفضل هذه الأوقات بعد صلاة الفجر، الدراسة والقراءة بعد صلاة الفجر لمدة ساعة واحدة في نظري تكفي تماماً لأن تتحصلي على درجة متميزة في التمريض.

فالأمر إن شاء الله سهل أكثر مما تتصورين، فقط هذه الوساوس والقلق هو الذي جعلك تنظرين إلى الأمور بهذا المنظار السلبي، وإن شاء الله باتباع الإرشادات السابقة، وتناول العلاج الذي وصفناه سوف تتحسن أحوالك، نسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً