الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجي يختلط بامرأة متزوجة في العمل ولا ينضبطان بالضوابط الشرعية

السؤال

السلام عليكم
زوجي يختلط في عمله مع امرأة متزوجة ومحجبة ولها طفل، وهما "زوجي وهي" لا ينضبطان بضوابط الشرع أبداً بتعاملهما مع بعض، كما أنها تلاحقه أيضاً عن طريق الجوال خارج العمل، فماذا أفعل؟!
وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رولا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فنسأل الله تعالى أن يصلح لك زوجك ويجنبه وإياك كل شر، وظننا فيك أيتها الكريمة أن ما قلته عن زوجك لم يكن بمحرد الظن، أما إن كان مجرد ظنون فوصيتنا اجتنابها؛ فإن الظن أكذب الحديث كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، وأما إن لم يكن كذلك فإن زوجك واقع في مشكلة فنتمنى أن تبذلي ما بوسعك لتخليصه منها، ونتمنى كذلك أن يكون الدافع الأول لك لبذل هذا الجهود هو تجنيب زوجك معصية الله؛ إذ لعل الله أن ييسر تجنبه ذلك بنيتك الحسنة.

وإن جزءاً مهماً من علاج هذه المشكلة يتمثل في معرفة الدوافع التي أدت بزوجك إلى ما هو فيه، فبحثك عن الأسباب بإنصاف وموضوعية ومحاولة معالجة تلك الأسباب هو الجزء المهم في تخليصه مما وقع فيه، ولذا فنرى أيتها الأخت أن تعيدي النظر في الأمور الآتية:

1- حال زوجك عندما يعود إليك في بيتك: هل يجد في البيت ما يفرحه ويسره من حسن تعاملك معه بمقابلته بالابتسامة والدعاء له والثناء عليه ونحو ذلك؟

2- مدى اهتمامك بالتجمل لزوجك وحسن التبعل له.

3- اعتناؤك بالتجديد في شؤونك في بيتك.

4- هل يجد زوجك منك الكلام الذي يتمنى أن يسمعه منك من كلام الحب ونحوه مما ينبغي أن يكون بين الزوجين.

إن إعادة النظر في هذه القضايا وتدارك ما كان فيها من قصور إن وجد سيشكل جزءاً مهما في علاج المشكلة إن شاء الله، وهناك أمور أخرى نرى ضرورة الاعتناء بها ولعل الله أن يجعل في الأخذ بها ما يكون سبباً في إصلاح زوجك إن شاء الله، ومن ذلك ما يلي:

1- حاولي أن لا تشعري زوجك بعلمك بما جرى، واحذري أن يشعر بأنك تتجسسين عليه فهذا الشعور قد يؤدي إلى نفرة بينكما يعسر معها الحل.

2- اجتهدي في رفع المستوى الإيماني لدى زوجك بحثه على الصلاة في جماعة بالمسجد وسماع المواعظ والبرامج الدينية المؤثرة التي فيها ذكر الجنة والنار والحساب والجزاء، وينبغي أن يدعى إلى هذا دون أن يشعر بأنه المقصود.

3- حاولي ربطه بالرجال الصالحين من الأقارب وحاولي ربط علاقات أسرية مع الأسر الطيبة لتبادل الزيارات ونحو ذلك فالبيئة التي يعيشها الإنسان تؤثر فيه.

4- ينبغي أن يذكر بطرق غير مباشرة بحدود علاقة الرجل بالمرأة الأجنبية عنه وعواقب التفريط في ذلك وخطورة فتنة النساء على دين الإنسان ودنياه، ويكون هذا بسماع شريط أثناء سيركم في السيارة، أو سماع موعظة من خلال وسائل الإعلام والاتصال أثناء جلوسكم للأكل في البيت أو نحو ذلك.

5- أكثري من دعاء الله تعالى بصلاحك وصلاح زوجك مع إحسان الظن به سبحانه، وفقك الله للخير وأصلح لك زوجك وذريتك.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً