الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بعد سوء تفاهم أصبحت صديقتي لا ترد عليّ، فكيف أتصرف؟

السؤال

السلام عليكم.

حدث سوء تفاهم بيني وبين صديقتي، وأنا في الأول كنت على الحق وحاولت أن أراضيها وبعدها رضيت، وبنفس الوقت قلت كلمة غضبت منها، وأنا الآن بحالة يأس؛ لأنها لا ترد علي.

أنا أحبها كثيراً مثل أختي، فبماذا تنصحني لكي نرجع مثل الأول؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ميار حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإننا ننصحك بتفادي الكلمات التي تغضبها وتجنب كل ما يثيرها، واعلمي أن الإنسان يحترم مشاعر الآخرين ويتفادى كل شيء يعكر صفوهم فكيف بالصديقة؟ ونسأل الله أن يصلح ما بينكما وأن يرزقكما السداد والثبات.

ولا يخفى على أمثالك أن الصداقة الحقة هي ما كانت لله وبالله وعلى مراد الله، وكل صداقة لا تقوم على الإيمان والعمل الصالح والتواصي بالحق والصدق والصبر عمرها في الدنيا قصير، وتنقلب في الآخرة إلى عداوة قال تعالى: (الأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ)[الزخرف:67].

والمؤمنة تراجع نفسها وكذلك المؤمن عند حصول المشاكل لتبحث عن الأسباب وذلك بعد التأكد من طاعتها للكريم الوهاب؛ لأن السلف كانوا يرجعون ما يحدث من خلاف بين صديقين أو بين زوجين بذنب أحدثته أحدهما، وكل صديقة تتفهم طبيعة صديقتها وتتعرف على القضايا التي تثيرها والمواقف التي تؤلمها، وبالتالي فهي لا تأتي بالأشياء التي تحزنها وتغضبها.

وأرجو أن تكرري المحاولات، وتدخلي بينكما الصالحات، وتتوجهي إلى من بيده قلوب المؤمنين والمؤمنات، ونسأل الله أن يرفعكم درجات.

وهذه وصيتي لكم: بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يؤلف بين القلوب، ومرحباً بكم في موقعكم.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً