الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

القطيعة المفاجئة من صديق وكيفية التعامل مع ذلك؟

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى آله وصحابته ومن اتبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين أما بعد:

فلي صديق عزيزٌ على نفسي، ولا أزكي على الله أحداً، فهو رجل على خلق ودين، يعتاد المساجد، هادئ الطباع، دمث الخلق، تعرفت عليه من خلال صلاة الجماعة في المسجد في الحي الذي أعمل به، المهم بدأت علاقتي به تقوى وتقوى، حتى لدرجة إذا خرج من المسجد ينتظرني في الخارج، ومن يرانا يحسدنا على المعزة التي بيننا، حتى إذا لمحني من بعيد انتظرني حتى آتي إليه، واتفقنا أن تكون الصراحة بيننا، إن أخطأت ينهاني، وإن كان هناك مشكلة أو سوء فهم نتناقش ونتحاور، ثم نحل المشكلة، واتفقنا على أن كلاً من الطرفين له الحق في التدخل أو المشورة في شؤون الطرفين، ومرت الأيام وكنا سمناً على عسل كما يقال، وفي يوم من الأيام حصل سوء فهم عادي ربما كنا نختلف في أصعب من ذلك، وكنا نتجاوزها بلا مشكلة ولا زعل، ولكن قبل سوء الفهم الذي حصل رأيته مع شخص يتحدث، فسألته مثل العادة: من هذا الشخص؟

ولكنه جمع سوء الفهم على سؤالي عن الشخص وجعلها مشكلة يصعب حلها، وقال لي: أنت في طريق وأنا في طريق، حاولت مراراً وتكراراً حل المشكلة ولكن دون جدوى، لدرجة أني مددت يدي لمصافحته فرفض مصافحتي، وكنت مسافراً لرحلة قصيرة فأتيت إلى منزله وأحضرت معي هدية بسيطة لعل الأمور أن تصفى فيما بيننا، ولكن دون جدوى، وحاول معه أبواه ولكن دون فائدة، والآن عندما أذهب المسجد أقابله وعندما يراني يطوي رأسه أو يغير اتجاهه، حاولت حل المشكلة بشتى الطرق، إنني أعز هذا الشخص وأرجو فيه الخير، ولكني خائف عليه من نفسه؛ لأنه قبل حدوث المشكلة بيومين أو ثلاث قال لي بالحرف الواحد: اكتشقت أنني إنسانٌ حقودي، فقلت له: كيف عرفت؟ هل وقع سوء فهم بينك وبين أحد زملائك في المدرسة؟ فتذكر شيئاً في السابق قد حدث وقال له زملاؤه: أنت حقودي، فهل أبتعد عنه وأتركه وشأنه، وأنا أحس أنه إنسان فيه الخير، وهو إنسان ضعيف أخاف عليه من الرفقة السيئة، فماذا أفعل؟ ساعدوني في إعادة صديقي الغالي على نفسي، فأنا فعلاً لا أريد أن أخسره.

جزاكم الله خيراً، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الإجابــة

إبسم الله الرحمن الرحيم
الأخ المبارك / محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا دائماً في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل جلاله أن يبارك فيك، وأن يكثر من أمثالك، وأن يجزيك خيراً على هذا البر والوفاء الذي تحرص عليه تجاه صديقك.

وبخصوص ما ورد بسؤالك : فيبدو فعلاً أن هذه التصرفات الأخيرة غير طبيعية، وتدل كذلك على أن صديقك غير طبيعي، إما أنه كذلك خلقاً وتكويناً، وإما أن أحداً رأى ما بينكما من الود والمحبة فحسدكما، وهذا وارد جداً، والتاريخ يحمل لنا صوراً كثيرةً من هذا الحسد الأسود الذي لا يستريح صاحبه إلا برؤية الفراق والضعف وسوء العلاقات، لذا أنصح بمواصلة الاتصال، ولكن بدون إملال واجعله على فترات، ولا تتحدث مع أحد بخصوص هذا الموضوع، وعليك بالدعاء أن يعيد الله هذه العلاقة إلى مجاريها ما دام أنها قد قامت في الله ومن أجله ومحبةً له، فعليك بالدعاء لأن مثل هذه الأخوة في هذه الزمان قليل، فإن أخذت بالدعاء ومحاولات الاتصال ولم يفد هذا كله، فاحفظ ماء وجهك، والتفت لنفسك، ولا تنس أخاك من دعوةٍ بظهر الغيب كلما تذكرته، وتفرغ لدينك وأمورك، واعلم أن هذه هي إرادة الله، وأنه لا يقع شيء في هذا الكون إلا بإرادته وتدبيره -سبحانه وتعالى-.

مع تمنياتنا لك بالتوفيق في مساعيك المباركة، وأن يجمعك الله بصديقك على الخير والبر والهدى والفلاح، إنه جوادُ كريم، وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً