الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عدم الشعور بالأمان والسكينة رغم قراءة القرآن يومياً.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أحياناً لا أحس بالأمان والسكينة، بالرغم من أنني أقرأ القرآن كل يوم، وقبل أن أنام، ولكنني ومع الأسف لم أعد أقول الأذكار كما كنت أقولها قبل سنة، ماذا علي أن أفعل؟

بارك الله لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عزيزة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فإن سؤالك هذا دليل على أنك بدأت السير في الطريق الصحيح، والشعور بالخلل هو أول وأهم خطوات الإصلاح بعد توفيق الكريم الفتاح، ومرحباً بك في موقعك، ونسأل الله أن يحشرك في زمرة أهل الخير والفلاح، وأن يسعدك بتوفيقه والنجاح.

فهنيئاً لمن تقرأ القرآن وغداً سوف تصلي بتوفيق العزيز الوهاب إلى الأمان لأنه منحة الله لأهل التوحيد والإيمان، ألم يقل ربنا الواحد المنان: (( الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ))[الأنعام:82].

وأرجو أن تجتهدي في البحث عن أسباب ما حصل، فإن معرفة السبب تزيل العجب، وتساعد بتوفيق الله في إصلاح الخلل والعطب، كما أن الله سبحانه يقول: (( إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ))[الرعد:11]، فهل حصلت أشياء جديدة في حياتك؟

وأرجو أن تحرصي على كثرة الاستغفار والصلاة والسلام على رسولنا المختار، مع ضرورة المحافظة على الأذكار، وكم تمنينا أن تُبيِّني لنا الأشياء التي تشعرك بعدم الأمان وتجلب لك الهموم والأحزان، وقد وجد إبراهيم بن أدهم رجلاً مهموماً فقال له: "يا هذا رزقك هذا هل يأكله غيرك؟! فقال الرجل: لا. ثم قال: يا هذا أجلك هذا هل يستطيع أحد أن يزيد فيه أو ينقص منه؟ قال الرجل: لا. ثم قال له: يا هذا! الكون هذا ملك لله فهل يحدث في كون الله ما لا يريده؟! فقال الرجل: لا. فقال له: ففيم الهم إذن". وقد أحسن من قال:

يا صاحب الهم إن الهم منفرج *** أبشر بخير فإن الفارج الله

وقد قال صلى الله عليه وسلم: (عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له).

وهذه وصيتي لك بتقوى الله، وأرجو أن يصلنا منك توضيح عن نوع المخاوف الحاصلة؛ لأن ذلك يساعدنا في الإجابة، ونسأل الله أن يرزقك الأمن والأمان والاستقرار، وأن يطيل عمرك في عمل الصالحات، وأن يجنبك الشرور والفتن ما ظهر منها وما بطن.

وبالله التوفيق.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً