الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أسباب الكذب وكيف يعالجه الزوج

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا متزوج منذ ثمان سنوات بزوجة حسنة العشرة، لكنها تكذب علي عمدا وغير عمد، وقد أوضحت لها حرمة الكذب منذ عدة سنوات وما زلت أحاول معها، وأجد نفسي في حيرة، خاصة وأن الكذب يُفقد الثقة بين الزوجين ويؤدي إلى فشل العلاقة، فماذا أفعل؟!

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الكذب خصلة ذميمة، وكان رسولنا صلى الله عليه وسلم لا يُقبل على الكذاب حتى يعلم أنه أحدث توبة، وقد توعد الله الكاذبين وهددهم فقال: (( لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ))[آل عمران:61]، (والكذب يهدي إلى الفجور، والفجور يهدي إلى النار، ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً).

ولست أدري هل هذه الصفة فيها منذ البداية أم هي صفة دخيلة في حياتكما؟ وعلى كل حال فإن للكذب أسبابا، منها ما يلي:

1- القسوة في التربية والتوجيه.
2- اعتماد أسلوب التحقيق والمحاكمات.
3- ضعف الثقة في النفس.
4- العقوبة على الصدق، فبعض الناس يقول: (اصدق وسوف نسامحك)، فإذا صدق عاقبوه ولاموه.
5- وجود من يمدح الكذابين ويعتبرهم أذكياء .
6- ضعف روح المراقبة والخوف من الله.
7- الأخطاء التربوية المبكرة، مثل وصف الطفل الصغير بأنه كذاب، ولا شك أن الكذب يفقد الثقة بين الأصدقاء وبين الزوجين وبين الناس.

وقد أحسن من قال:

دع الكذوب فلا يكن لك صاحـبـاً *** إن الكذوب يشين حراً يصحب
يعطيك من طرف اللسان حلاوة *** وإذا توارى عنـك فهو العـقـرب
يـلـقـاك يـقـسـم أنــه بـك واثـق *** ويروغ منك كما يروغ الـثـعـلب

وقد تعجبت من قولك: (حسنة العشرة) مع وصفها بالكذب، وهل نستطيع أن تفهم أن كذبها في أمور لا علاقة لها بحياتكما، علماً بأن الكذب المسموح به بين الزوجين هو المبالغة في الثناء على الشريك والكلام الحسن، وليس الكذاب الذي يقول خيراً أو ينمي خيراً.

وأرجو أن تكرر النصح لها والتذكير، وهذه وصيتي للجميع بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه فإنه الهادي لأحسن الأخلاق والأعمال، نسأل الله أن يجعلنا جميعاً من الصادقين المخلصين.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً