الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من الخطأ عدم مواصلة العلاج النفسي، لكن يمكن تصحيح هذا الخطأ

السؤال

السلام عليكم

أشتكي من وساوس قهرية واكتئاب ورهاب، مشكلتي مع الأدوية، جربت الأنفرانيل والبروزاك واستقريت على الفافرين، رفعت الجرعة في اليوم إلى 300 ملج -والحمد لله-، وأحسست بتحسن واضح لكن للأسف أخذت هذه الجرعة لمدة شهر وتركت العلاج، اقتنعت بأنني شُفيت ورجع الوسواس والاكتئاب.

أعرف شخصاً مريضاً استعمل الفافرين لمدة 6 أشهر وأخذ بعدها الجرعة الوقائية وترك العلاج، بوصف طبيب له فرجع المرض له مرة أخرى، وتقريباً هو نفس حالتي.

سؤالي لكم جزاكم الله خيراً تجربتي للفافرين عندما تركته رجعت لي الأمراض، فهل إذا استمريت عليه ل6 أشهر وتركته هل سأتخلص من هذه الأمراض؟ وهل توجد حالات شفيت باستخدام الفافرين؟
أرجو الإفادة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الحمد لله أنت قد استجبت على علاج الفافرين Faverin بصورة جيدة وممتازة، ولكنك بكل أسف لم تواصل العلاج، بمعنى أنك لم تكمل المدة المقررة للدواء، وهذا خطأ شائع، ولكن بالطبع يمكن تصحيح هذا الخطأ.

الذي أنصحك به هو أن تبدأ في تناول عقار فافرين، وعقار فافرين من الأدوية الممتازة والسليمة جدّاً، ابدأ مرة أخرى بجرعة مائة مليجرام ليلاً لمدة أسبوعين، ثم بعد أسبوعين اجعل الجرعة مائتي مليجرام، ثم اجعلها ثلاثمائة مليجرام.

أنصحك بأن تستمر على هذه الجرعة لمدة تسعة أشهر على الأقل، هذا هو الأفضل في حالتك، لأنك الآن تعاني الانتكاسة الثانية وليست النوبة الأولى.

جرعة ثلاثمائة مليجرام هي جرعة صحيحة وجرعة سليمة جدّاً، والذي أراه هو أن تبدأ في تخفيض الجرعة بعد انقضاء التسعة أشهر بمعدل خمسين مليجراماً كل ثلاثة أشهر، بمعنى أنه بعد أن تنقضي مدة التسعة أشهر خفض الجرعة إلى مائتي وخمسين مليجراماً واستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم بعد ذلك اجعل الجرعة مائتي مليجرام يومياً، واستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم بعد ذلك خفضها إلى مائة وخمسين مليجرام يومياً واستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر أخرى، وهكذا حتى تكون قد انتهيت من العلاج.

هذه مدة ليست طويلة أبداً، والآن الدراسات كلها تشير أن جرعة العلاج لابد أن تكون صحيحة وكذلك المدة لابد أن تكون صحيحة، وأنا في رأيي أنك - إن شاء الله تعالى – لو اتبعت هذا الوصف الذي ذكرته لك سوف تُشفى - بإذن الله تعالى – وسوف تختفي أعراض الوساوس القهرية والاكتئاب النفسي.

بالتأكيد سيكون من المفيد لك أن تدعم العلاج الدوائي بالوسائل الأخرى، ومن هذه الوسائل: ألا تتشاءم، وأن تكون متفائلاً، وأن تكون إيجابياً في تفكيرك، وأن تواظب على عملك، وأن تدير الوقت بصورة صحيحة، وأن تتواصل اجتماعياً، وأن تواصل الرياضة، وأن تكون حريصاً على صلواتك وعباداتك... هذه كلها وسائل علاجية مهمة، ولكننا كثيراً ما نجهلها أو نقلل من قيمتها.

الدواء نعم هو جزء أساسي في العلاج ولكن الرزمة العلاجية الكاملة لا تكتمل وقد لا نتحصل على فائدتها الكاملة إلا إذا طبقناها جميعاً، فكن حريصاً على ما ذكرته لك، وأسأل الله لك العافية والشفاء.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً