السلام عليكم.

أرجو من سيادتكم إفادتي بأقصى سرعة ممكنة.

لي أبناء عم دائماً يكذبون على أبيهم، ويكلفونه أموالاً بسبب ذلك؛ حيث إنهم يرسبون دائماً ويقولون له: إنهم راسبون ولكن بمواد قليلة، ولكنهم راسبون كليةً، وأنا أعرف ذلك منهم بالصدفة، ولا أعرف، هل أقول لعمي أم أصمت؛ لأنهم قالوا لي ذلك، ولا أريد أن أفتن بينهم؟

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإننا ندعوك لمطالبة أبناء عمك بالصدق مع والدهم، كما أرجو أن تنصحهم بأن يجتهدوا في دراستهم، ويقدروا تعب والدهم واهتمامه بدراستهم ومستقبلهم، فإنهم بذلك الكذب والخداع يضرون أنفسهم أكثر من والدهم، فإن قبلوا النصح وتحسن الوضع فبها ونعمت، وإذا لم يستجيبوا فاطلب منهم أن يخبروا الوالد بالحقيقة -رغم مرارتها- قبل أن يعرفه من غيرهم، وبيّن لهم أهمية الصدق وحسن عواقب أهله، ووضح لهم أن الكذب لا بد أن ينكشف، وأن الكذب كبيرة من الكبائر، وأن لعنة الله على الكاذبين.

وإذا لم تنفع كل الخطوات والمحاولات فأرجو أن تخبرنا عن طبيعة والدهم، وعن العواقب والآثار المترتبة على إخبارك له بحقيقة ما يحصل، وسوف نسعد إذا عرفنا المراحل الدراسية التي هم فيها، وما هي البدائل المتاحة أمامهم؟ وهل يمكن أن تتواصل المدرسة مع والدهم؛ لأن هذا هو الأصل؟ وهل هناك عم آخر لكم ممكن أن يفيد في هذا الأمر؟

والمهم هو أن تفكر بطريقة شاملة ومدروسة بعد أن تتوكل على الله؛ حتى تكون النتائج طيبة.

ونحن في الحقيقة سعداء باهتمامك بهذا الأمر، وبحرصك على النصح، وهذا دليل على أن فيك الخير الكثير، فنسأل الله لك التوفيق والسداد.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله تعالى ثم بكثرة اللجوء إليه، وننصحك بالاقتراب من أبناء عمك والرفق بهم والاهتمام بهم، فإن كل ذلك مما يؤلف القلوب، وهم لحمك ودمك، ونجاحهم نجاح لك.

نسأل الله أن يكثر من أمثالك، وأن يعيننا جميعاً على فعل الخير.