الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تعرض البنت لاحتقار زميلاتها كونها أجنبية

السؤال

ابنتي تدخل الإعدادية هذا العام، وبنات خالتها الأكبر يطلبن منها أن تكون لها شخصية، بحيث أي طالبة تعتدي عليها بنظرة احتقار أو كلمات مهينة (كونها أجنبية) أن ترد لهن الصاع صاعين وإلا ستكون مهانة طوال العام.

في حين أن إعدادي لها كان بأن تكون لطيفة وأن تتجاهلهن ولا تكترث لهؤلاء البنات غير المهذبات أو اللاتي يعانين من نقص في شخصيتهن.

ولكنها متأثرة بأن المثالية لن تجدي في هذه المواقف، أرجوكم أريد الإجابة لكي أبدأ في التمهيد، قبل بدأ الدوام، وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ خلود حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أختي السائلة أشكر لك اهتمامك والسؤال قبل البدء في العام الدراسي وأسأل الله أن يوفق الجميع.

أختي الكريمة إن أقوى قانون يحمي أبناءنا هو قانون القناعات، وهذا الأمر يحتاج منا إلى سعة صدر وإلى تعلم مجموعة من المهارات في فن الحوار والتواصل، لكي نستطيع أن نصل إلى أبنائنا وعندها هم سيصلون إلينا.

وهنا تنتهي كثير من المشاكل، وأما تخيير أبنائنا بين خيارين أحلاهما مر فهذا في حد ذاته خطأ نقدمه لأبنائنا على طبق جميل، فأنا أتمنى أن تجلسي مع قريباتك وبعدها مع ابنتك، لتتعرفي أولاً على المحيط الذي ستذهب إليه ابنتك وتتعرفي أيضاً من أين يبدأ الإصلاح؟

ولعل الإصلاح لا يبدأ من ابنتك ولا من قريباتها، وإنما قد يكون الإصلاح من خلال تواصلك مع إدارة المدرسة.

أختي الكريمة: مما لا يخفى عليك أن أي مدرسة في العالم يوجد في داخلها تحزبات أو مجموعات أو جماعات وكل مجموعة من هذه المجموعات لها ما يشغلها داخل المدرسة.

فهناك مجموعة (الكشخات)، وهناك مجموعة التنافس أقصد الشطار، وهناك مجموعة المسرح والإنشاد والقرآن، وهكذا الطيور على أشكالها تقع، فنصيحتي لكِ ومن باب تجربتي في المدارس أتمنى أن تتواصلي مع الأخصائية المسئولة عن ابنتك حتى تهيئ لها الدخول مع جماعة من هذه الجماعات التي يتم اختيارها، مع ما يتوافق مع ميول ابنتك.

وبلا شك ستكون مبتعدة عن (الشلة) الغير مهذبة، ولا يخفي عليك أن ابنتك قد تأثرتِ بنظرة وقناعة بنات خالتها، وهذا الأمر قد لا يكون كما تم تصوره من خلالهم، فهذه الأمور موجودة ولكن ليست كما وصفوها لكِ.

حاوري ابنتك أكثر وأكثر لتصلي معها إلى قناعاتك الصائبة -إن شاء الله-، ودائماً استمعي لما تتحدث به عما يدور في المدرسة، وحاولي تصحيح مفاهيمها، لأنها مع الأسف ستدخل المدرسة هذا العام بهذه النظرة التي تبرمجت عليها من خلال بنات خالتها.

والله نسأل أن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً