الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طالبة في الثانوية وخائفة أن أخذل أهلي!

السؤال

أنا طالبة في الثانوية العامة، وخائفة جداً من النتيجة لدرجة أني لا أعرف النوم، الكل يربكني، أنا خائفة أن أخذل أهلي، لا أعرف ماذا أفعل؟ حتى وصلت لدرجة لا أريد أن أدرس حتى أوهم أهلي أنه لا فائدة، انصحوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ داليا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله تعالى لك النجاح والتوفيق والسداد، واعلمي أن النجاح من عند الله تعالى، وعلى المرء أن يسعى وليس عليه إدراك النجاح.

الشعور بالقلق أمر عادي جدّاً فيما يخص الدراسة والامتحانات، وحقيقة هذا القلق أنا أعتبره قلقا إيجابيا، وهذا يدل على استشعارك بأهمية الدراسة وأنك لا تريدين أن تخذلي أهلك، وتريدين أن تحققي نتائج متقدمة، وأنا على ثقة تامة أن هذا الشعور بالقلق سوف يتحول إلى طاقة إيجابية، أي أني أريدك أن تنظمي وقتك وأن تعرفي أن الإنسان حين يقلق ويستشعر بالمسئولية، هذا في حد ذاته نعتبره أمراً إيجابياً يؤدي - إن شاء الله تعالى – إلى النجاح، فقط أقول لك: نظمي وقتك، يجب أن تأخذي راحة معقولة، مارسي تمارين رياضية في داخل غرفتك، وهنالك تمارين نسميها بتمارين التنفس الاسترخائي، هذه تمارين بسيطة جدّاً:

1) الجلوس على كرسي مريح أو الاستلقاء على سرير.
2) أخذ نفس عميق وبطيء.
3) ملء الصدر بالهواء حتى ترتفع البطن قليلاً.
4) حبس الهواء في الصدر قليلاً.
5) إخراج الهواء عن طريق الفم بالتدريج.
6) تكرار هذا التمرين خمس مرات متتالية في الصباح والمساء.

وإن شاء الله سوف تحسين براحة طيبة واسترخاء تام بإجراء هذه التمارين الاسترخائية.

أرجو أيضاً أن تحاولي أن تدرسي مع زميلاتك خاصة في نهاية الأسبوع، فالإنسان حينما يحس بالتآزر وبالتعاضد والمساندة والمساعدة وتبادل المعلومات وحل الأسئلة السابقة من الامتحانات، هذا أيضاً وُجد أنه يُعطي الثقة بالنفس.

أعتقد أنه أيضاً سيكون مفيداً لك أن نصف لك أدوية بسيطة، بالرغم من أني لا أفضل ذلك كثيراً، ولكن إذا كان الأمر قد وصل إلى درجة أنك لا تنامين فأقول لك إنه يوجد دواء بسيط يسمى تجارياً باسم (إندرال Iinderal) ويعرف علمياً باسم (بروبرانلول Propranlol)، تناوليه بجرعة عشرة مليجرام فقط في الصباح، وهذا يمكن أن يكون لمدة شهرين أو ثلاثة، وهنالك أيضاً دواء بسيط مضاد للقلق والتوتر والخوف يعرف تجارياً باسم (سبرالكس Cipralex) ويعرف علمياً باسم (استالوبرام Escitalopram)، وهو يوجد في جرعة عشرة وعشرين مليجراماً، وأنت محتاجة فقط للحصول على الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام، تناولي نصفها – أي خمسة مليجرام – ليلاً لمدة شهرين أو ثلاثة... هذه أدوية بسيطة وغير إدمانية وغير تعودية.

إذن عليك بتمارين الاسترخاء، وعليك بتناول هذه الأدوية، وعليك أن تتذكري ما ذكرته لك أولاً أن القلق والخوف من الامتحانات هو قلق إيجابي، فقط يجب ألا نتركه ليخرج عن النطاق، وحين تشتد عليك الأمور من خوف وتوتر قولي لنفسك (لماذا أقلق؟ لماذا أخاف؟ ملايين الطلاب يمتحنون، وحتى أساتذتي الذين علموني كانوا يوماً من الأيام هم طلاب أيضاً) عيشي هذا التفكير، وهذا إن شاء الله يجعلك أكثر ارتباطاً بالواقع ويقلل من الخوف.

وكما ذكرت لك: نظمي وقتك، وعليك بالبكور، عليك بالدراسة في الصباح، ففي ذلك خير كثير جدّاً، وكذلك الالتقاء مع زميلاتك وصديقاتك من أجل الدراسة ومن أجل الترويح عن النفس أيضاً، هذا يفيدك كثيراً.

بقي أن أذكرك أيتها الابنة الفاضلة أن تقوى الله والاستغفار حقيقة يساعد المسلم، وهو باب من أبواب التوفيق والنجاح، فأنا إذن أدعوك وأقول لك كوني حريصة على صلواتك، لا تنسي وردك القرآني أبداً، قراءة صفحة واحدة أو صفحتين من المصحف أو ما تستطيعين يومياً، وأنت تعرفي أن الإنسان حين يذكر الله تتفتح معارفه وبذكر الله تطمئن القلوب، هذا ضروري، وعليك بالدعاء، اسألي الله أن يوفقك، اسألي الله أن يثبتك، هذا كله فيه خير كثير جدّاً.

أنا على ثقة تامة أنك إن شاء الله سوف تنجحين وتحققين آمالك وآمال أهلك، وأتمنى أن أراك عالمة في المستقبل، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • عمان خولة سعيد العيسائي

    الموووووضع ررائع

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً