الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المشاكل والمصاعب المحيطة بالإنسان وتأثيرها على الصحة النفسية

السؤال

أنا شاب بعمر 26 سنة، وأعاني الآن من الوحدة والانطوائية والعزلة، ولا أريد الاختلاط بالناس، مع أنه في السابق لم يكن بي شيء مما ذكر.

كما أحس: بخمول وكسل غريب، وعدم انتظام النوم، وأحس بآلام في الظهر، وعدم الرغبة الجنسية، وضعف الانتصاب.

علماً: بأن هذا الشيء في السابق لم يكن موجوداً، وكثرة المصائب والمشاكل والهموم والديون، وكثرة التثاؤب في الصلاة، والشعور بالكسل، والرغبة في النوم في الصلاة، وفي بعض الأحيان إذا ضحكت أحس بصداع، والدنيا تسودّ أمام عيوني، حتى ولو كنت في عز النهار أحس بدوخة ودوار.

أفيدوني جزاكم الله خيراً، والله إني بحالة لا يعلم بها إلا الله سبحانه، ما هذه الآثار؟ وما أسبابها؟ وفقكم الله ورحم والديكم وجزاكم كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سائل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن هذه الأعراض التي أصابتك، من شعور بالانعزال والانطوائية، وكذلك الخمول، والكسل، والتثاؤب، والشعور بكثرة الهموم وآلام الظهر، وضعف الرغبة الجنسية، وفقدان الدافعية، ووجود النظرة السوداوية، هذه كلها مؤشرات على أنك قد انتابتك نوبة من الاكتئاب النفسي.

الاكتئاب النفسي كان يعرف عنه أنه ليس مرضاً شائعاً في مثل عمرك، ولكننا في السنوات الأخيرة ونسبة للتغيرات الكبيرة التي حدثت في المجتمعات أصبح الاكتئاب يُشاهد حتى وسط الشباب.

مهما كانت الهموم ومهما كانت الديون، فيجب أن يكون الإنسان المسلم متفائلاً يعيش على الأمل والرجاء، ويسعى لحل مشاكله بما يستطيع.

الذي أرجوه منك أن لا تضع صورة سلبية عن نفسك، ولا تستسلم أبداً للتكاسل، وأنت شاب -ولله الحمد-، ولديك طاقات نفسية وجسدية، ومهما كانت هنالك سلبيات فلو نظرت إلى نفسك بصورة دقيقة سوف تجد أيضاً أن الإيجابيات موجودة، ومن هذا المنطلق -إن شاء الله- تستطيع أن تبني فكراً معرفياً إيجابياً جديداً يساعدك للنهوض بنفسك، ورفع مستوى صحتك وكفاءتك النفسية.

الذي أنصحك به: أنه مهما تكالبت عليك هذه الهموم فيجب أن تدير وقتك وزمنك بصورة صحيحة، يجب أن تخصص وقتاً لممارسة الرياضة، فهي مفيدة جدّاً.

لا بد أن تتواصل اجتماعياً، الصلاة لا بد أن تكون في وقتها، أنصحك أيضاً بتناول كوب مركز من القهوة المرة في الصباح، ولا مانع أن تتناوله أيضاً عند المغرب.

وأرى أيضاً أنه توجد مؤشرات قوية تجعلني أنصحك بتناول أحد الأدوية المضادة للاكتئاب، والذي يزيد -إن شاء الله- من الدافعية النفسية، ووضعك الجسدي.

من أفضل هذه الأدوية: دواء مشهور يعرف تجارياً باسم (بروزاك Prozac)، ويسمى علمياً باسم (فلوكستين Fluoxetine)، فأرجو أن تتحصل عليه، وأن تتناوله بصورة منتظمة، والجرعة المطلوبة في حالتك ليست جرعة كبيرة، فهي كبسولة واحدة في اليوم (عشرون مليجراماً) تناولها بانتظام لمدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك توقف عن تناول الدواء.

الدواء من الأدوية السليمة، ومن الأدوية الفعالة، وإن شاء الله بعد مضي أسبوعين إلى ثلاثة من تناول الداء سوف تحس بالتحسن، وهنا حاول أن تجمِّع طاقاتك، وأن تزيد من دافعيتك ومن حماسك، وأن تكثر كما ذكرت من ممارسة الرياضة، وأن تجعل لحياتك هدفاً وأملاً.

نسأل الله تعالى أن يفرج عنك، ويشفيك ويعافيك، ونشكر لك تواصلك معنا في استشارات إسلام ويب.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً