الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تأثرت صلاتي وفقدت الهمة بعد فشلي في الدراسة!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:

حياتي لا معنى لها، لا أحب الحياة، أفضل الموت، والأسباب هي الفشل في الدراسة -مستوى البكالوريا،- ولا يمكن الاستدراك إلا في العام المقبل، لكن عامل سني يقلقني كثيراً.

أقراني أصبحوا أساتذة، فقدت الهمة والعزيمة، كل الأحلام ضاعت تقريباً، تركت الصلاة وكل ما يتعلق بالعبادة.

أرشدوني، جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الحل بسيط جدّاً، وهو أن تعيش في الحاضر والمستقبل ولا تعيش في الماضي، الفشل يأتي، والفشل كثيراً ما يكون دافعاً نحو النجاح إذا استفاد الإنسان من تجاربه السابقة ومن أخطائه الماضية، وإذا مضى ولم يلتفت إلى الأخطاء والسلبيات الماضية ((فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ))[آل عمران:159]، ((قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا))[التوبة:51]، (واستعن بالله ولا تعجز).. فهذه أمور مقدرة، وعليك الآن بأن تأخذ بأسباب النجاح، وهي تتمثل في الآتي:

1) أن تثق في نفسك وفي مقدراتك.
2) أن تحب الحياة وأن تعرف أن الله قد خلقنا لعمارة هذه الأرض.
3) وأن لا تفضل الموت؛ لأن المؤمن لا يتمنى الموت، ولا يتمنى لقاء العدو.
4) عليك أن تضع برنامجاً للعام المقبل، والعام المقبل ليس ببعيد -أيها الفاضل الكريم- ولكن لابد أن تكون جاداً مع نفسك، حين يأتي العام المقبل وتبدأ الدراسة.

أقرانك قد سبقوك –كما ذكرت– وأصبحوا أساتذة، هذا نصيبهم وهذا نصيبك، وأنت ربما الذي يأتيك خير من الذي قد فاتك، ويا أخي الكريم: اجعل دائماً شعارك هو أن تعيش الحاضر بجدية وقوة، وأن تنظر إلى المستقبل بأمل، لا تأس على ما فاتك، ((لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ))[الحديد:23]، وحتى الذي يأتيك لا تفرح به كثيراً ((لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ))[الحديد:23]، إنما اعتبره نعمة من نعم الله واحمد الله عليه، وثابر واجتهد من أجل المزيد من النجاح والتفوق.

أخي الكريم: كيف تترك الصلاة؟.. الصلاة هي عماد الدين، وهي أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة، وفوق ذلك هي ناهية عن الفحشاء والمنكر، فالعقل الذي تشغله الصلاة لا تجد فيه أي حيز للفحشاء، لا تجد فيه أي حيز للانهزام، لا تجد فيه أي حيز للتكاسل.

ابدأ الصلاة الآن، وصل مع الجماعة، واجعل الرفقة الخيرة الصالحة قدوة لك.

أؤكد لك أن طاقاتك الداخلية الإيجابية موجودة، ولكنك وربما بدفع من الشيطان بدأت تتكاسل، انهض -أخي- الآن، ارفع همتك الآن، زد من عزيمتك الآن، ويجب أن يكون إصرارك على النجاح.

أنصحك بأن توسع من شبكتك الاجتماعية، أنصحك بأن تكون دائماً مع القدوة الحسنة الخيرة، وأنصحك بأن لا تضيع المزيد من الوقت، الآن وحتى تبدأ دراستك حاول أن تقرأ في علوم الحياة المختلفة، حاول أن تمارس الرياضة، أن تكتسب مهارات في علوم الكمبيوتر مثلاً والعلوم الأخرى المختلفة.

هنالك أشياء كثيرة يمكن للإنسان أن يقوم بها، ولا يزال الإنسان يتعلم ويتعلم حتى يأتيه الموت، فطالما يوجد فيك نفس فتعلم وزد من العلم، ولا تضيع ولا تهدر وقتك فيما لا يفيد.

اجعل لنفسك خارطة طريق تقوم على الفكر الإيجابي وعلى الإصرار وعلى العزيمة، وأنا على ثقة كاملة أنك بفضل الله تعالى سوف تصل إلى ما ترنو إليه في نهاية الأمر، نسأل الله لك التوفيق والسداد، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً