الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الموقف الطبي والشرعي من الحج بالرضيع

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا مقيمة بالرياض، ونويت حج هذا العام بإذن الله، ولدي طفل رضيع سيبلغ في الحج شهرين ونصفاً من العمر، وعندما استشرت الطبيب في أن أحج بالطفل لم يشجعني على الحج به خوفاً عليه من الزحام والجو الحار الذي قد لا يتحمله، فأرجو منكم أن توضحوا لي الأمر، فأنا أحج للمرة الأولى في حياتي، ولا أحيط علماً بكل جوانب الحج، فالكل يحذرني خوفاً على الطفل.

علماً بأني أتمنى أن أحج هذا العام، وأخاف ألا أحج وأنا باستطاعتي الحج فأكون آثمة، وأخاف أيضاً على الرضيع، رغم أن زوجي ووالده ووالدتي سيحجون معي، فأرجو الإفادة إن كان هناك ما حذر منه الرسول صلى الله عليه وسلم خوفاً على الأطفال الرضع، وما قول العلماء في ذلك؟!

وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ مسلمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فبالنسبة للرضّع والأطفال صغار السن فهناك عدة مشاكل قد تواجه الأهل عند أخذهم لأداء شعيرة الحج، منها أن الطفل أكثر عرضة للإصابة بالعدوى بالفيروسات من الأكبر سناً، مثل التهابات الجهاز التنفسي، والجهاز الهضمي، ومثل النزلات المعوية.

كما أن الأطفال أكثر عرضة لفقدان السوائل من الكبار، إما بسبب التزاحم وارتفاع درجة الحرارة أو بسبب قلة المياه التي يستهلكها الأطفال.

والإرهاق أيضاً، قد يتعب الأطفال في فترة الحج وقد يقلل من شهية الطفل ويساعد في التعرض لفقدان السوائل لدى الأطفال.

وبالله التوفيق.
=========================================
انتهت إجابة المستشار د. حاتم محمد أحمد أخصائي طب الأطفال، ولإتمام الفائدة واكتمال الجواب تم عرض استشارتك على المستشار الشرعي الشيخ/ أحمد الفودعي، فأجاب قائلاً:

فمرحباً بك أختنا الكريمة في استشارات إسلام ويب، ونحن نشكر لك حرصك على أداء فرض الله تعالى عليك، واهتمامك بأداء هذه الفريضة، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يبلغك الأجر وإن لم تقومي بالحج.

ومسألة إقدامك على الحج أو إحجامك عنه أمر مرتبط بالضرر على الطفل، فإذا كنت أنت التي ترضعين الطفل ولا يستطيع أحد أن يُرضعه معك أو لا يعتمد على الرضاعة غير الطبيعية؛ فإنه والحالة هذه لا ننصحك أبداً بالإقدام على الحج؛ لأنه إما أن تضطري لحمل هذا الطفل معك في أثناء أدائك للمناسك، وقد يحصل له من الضرر ما يحصل كما أرشد بذلك الطبيب، وإما أن تضطري إلى تركه وتغيبي عنه ساعات طويلة وفي هذا ضرر عليه.

وقد أفتى العلماء بأن المرأة إذا كان لها رضيع ترضعه فإنه لا يجب عليها الحج حتى يستغني هذا الرضيع عنها؛ لأن الشرع قد رخّص للمرأة المرضع بأن تُفطر في صيام رمضان إذا خافت على ولدها، فأولى أن تترك المبادرة بالحج إذا خافت على الولد، ومن ثم فالواجب أن تبقي مع هذا الطفل، فإذا كبر في العام القادم حججت إن شاء الله، ولا حرج عليك إذا بقيت هذا العام وتركت الحج، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يكتب لك الأجر والمثوبة، ويبلغك ما تتمنين من الثواب والمنزلة، وكوني حريصة على أن تحجي في أقرب فرصة تتمكنين فيها من الحج.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً