الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية تقويم الزوجة التي تهاتف الرجال الأجانب بعد تحذير زوجها لها من ذلك

السؤال

السلام عليكم.
رجاء مساعدتي في معرفة ماذا أفعل، فلي أخ وحيد ذو مركز مرموق متزوج، وهو يتمتع بالحنان والرقة وصلة الرحم، والذي حدث أنني قد رأيت من زوجته الكثير من التصرفات الخارجة والغير مسؤولة، وكنت قد لفت نظرها كثيراً بيني وبينها وأخواتي البنات وهم أكبر مني، وكانت تستغل حسن معاملة أخي لها والله لا أقول ذلك؛ لأنه أخي فهو بشهادة الكل إنسان طيب ومحترم، فكانت أقل وصف توصف به هو الاستهتار،.

حاولت معها كثيراً بالأخوة والتذكير لها بأخريات كن في ضلال وأنعم الله عليهن بالهداية ممن حولنا، ولكنها لم تكن تعطي لأحد بالاً، إلى أن استمعت إليها أكثر من مرة تتحدث إلى رجل في الهاتف، ولفت نظرها بطريق غير مباشر لهذا، ولكنها لم تعرني انتباها، وفي يوم وبالمصادفة رن هاتفها الجوال أمامي وقمت بتسجيل الرقم الذي رن عليها عندي، وتكلمت على أنها إحدى صديقاتها، وعندما اتصلت على الرقم فوجئت بأنه رجل وبلغت أمي بما حدث، وقامت أمي بإبلاغ أخي، وتأكد أخي من الأمر واتضح أنه يعرف هذا الرجل وهو زميل له، وقد حذرها من التحدث معه من قبل ولكنها أقسمت على أنها كانت تتحدث معه لأمر يخص إحدى صديقاتها، هل تعرف كم من الوقت ظهر في فاتورة هاتفها 30 ساعة في شهر، وطبعاً أخي انصرف من عندها وهو مصمم على الانفصال، ولكنه لديه 3 أولاد وهي تقسم أنها مظلومة، فأرجو منكم مساعدتنا فيما يفعل، هل يصر على الطلاق، أم يستغل هذا الأمر في إصلاحها وتقويمها رأفةً بالأولاد ولعدم هدم البيت؟ وما هو حكم الدين فيما فعلته أنا من إبلاغ أخي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم أحمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا دائماً في أي وقت وفي أي موضوع، ونعتذر إليكم شديد الاعتذار عن تأخر الرد، ونعدكم بعدم تكرار ذلك مستقبلاً، ونسأله جل وعلا أن يبارك فيك، وأن يكثر من أمثالك، وأن يثبتك على الحق، وأن يزيدك حرصاً على طاعته وتحري الحلال والحرام على الوجه الذي يرضيه.

وبخصوص ما يتعلق بزوجة أخيك هداها الله، فأرى وأنصح أخاك الأخ الفاضل بأن يعدل عن فكرة الطلاق هذه المرة، وأن نحاول مساعدة الزوجة في الاستقامة، والتوبة إلى الله تعالى، ولا مانع من إشعارها بخطورة وحرمة ما تفعله، حتى وإن كان الكلام مع الرجال والأجانب ليس فيه شيء من المحظورات، إلا أنه يحرم عليها إذا منعها الزوج من ذلك، وأنها إذا تكلمت بعد أن منعها تكون خائنة للأمانة وعاصية لله ورسوله.

ثم تزيلوا كل وسائل الاتصال التي تسهل لها هذه الاتصالات، وكذلك تحديد خروجها من المنزل ووضع ضوابط لذلك، حتى لو اقتضى الأمر منعها من الخروج تماماً، فلا مانع من ذلك شرعاً، فإن أكرمها الله بالاستقامة وترك هذه التجاوزات فهذا ما نرجوه جميعاً، وإن لم تجد هذه الوسائل فيكون لأخيك الحق بعد ذلك في طلاقها، أما الآن فالأفضل أن تعطى فرصة لإصلاحها، وحتى لا تضيع الأسرة، ونحن بمقدورنا أن نعالج الأمر بأقل قدر ممكن من الخسائر.

وأما حكم ما فعلتيه من إخبار أخيك بتصرفات زوجته، فلا حرج في ذلك، ولا شيء عليك شرعاً، خاصةً وأنك وأخواتك قمتن بنصيحتها أكثر من مرة.

مع تمنياتنا لكم بصلاح الحال، وصرف كيد شياطين الإنس والجن عنكم، وأن يغفر لهذه الزوجة، وأن يصلحها ويتوب عليها، إنه جوادٌ كريم، وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً