الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أهلي يعلقون علي الآمال ولكني فشلت في دراستي، فما العمل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

نشكركم وندعو لكم بالتوفيق لمساعدتكم ونصحكم لإخوتكم المسلمين، ونسأل الله لكم مزيداً من التقدم والنجاح.

أنا طالب أدرس الطب البشري في بلد أوربي، في السنة الماضية درست لغة هذا البلد لبدء الطب، وقد عانيت بدايةً من الغربة، وقد أبديتم لي النصيحة عندما شكوت لكم همي، وأمضيت سنة اللغة واجتزتها -بفضل الله- سبحانه وتعالى.

بدأت الطب في هذه السنة، ولكن لغتي لم تكن قويةً جداً، وأصبت بمرض الكريب، ودام لمدة عشرين يوماً تقريبا ًبشكل شديد جداً عند بداية الجامعة، وعندما شفيت حاولت أن أستدرك ما أصابني من تقصير في فترة المرض، لكنني لم أستطع؛ فمنهج الجامعة هنا صعب جداً، وهي جامعة لها ترتيب عالمي في القوة، ولكن نظامها التعليمي صعب جداً، حتى أن كثيراً من الأجانب هنا يرسبون في السنة الأولى.

مضى الفصل الأول، وكانت علامة الامتحان سيئةً جداً، وتبين أنني سأبقى في السنة الأولى، ولن أستطيع اجتيازها؛ فنظام الجامعة لا يسمح بفصل صيفي، أو إعادة امتحان، لذلك تبين رسوبي فوراً من الفصل الأول.

أنا الآن في الفصل الثاني، وحائر جداً، ولا أعرف ماذا أفعل، أذهب إلى الجامعة ولكنني لا أفهم، لذلك فأنا لا أحضر دروسي.

تركت الهندسة في بلدي بعد سنتين درستها فيها لأدرس الطب، وعمري ليس صغيراً، فعمري 22 سنة، والدي في الغربة أيضاً يرسل لي نقوداً، كل الأهل ينتظرونني ويعلقون أملاً علي، ولكنني فشلت، أريد نصيحةً أو برنامجاً أخرج به من الحالة التي أنا فيها فقد تعبت جداً جداً، فهل أنتظر السنة القادمة لأعود إلى السنة الأولى أم ماذا أفعل؟ كما أني إذا رجعت إلى بلدي فالعسكرية تنتظرني!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ شاب مسلم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن النصيحة التي نسديها لك -أيها الأخ الكريم -هي:

أن تتذكر أنك قد أضعت سنين عمرك، وكان من المفترض الآن أن تكون على أعتاب التخرج، وأنا لا أقول هذا الكلام بقصد إحباطك، ولكن بقصد إشعارك بأن ما مضى قد مضى، ولكن يجب أن لا تضيِّع المزيد من الوقت.

أنا لا أقتنع أبداً بأن هناك جامعةً صعبةً وهناك جامعةً سهلةً، وهناك اختلاف في المستوى الأكاديمي، الاختلاف هو في إصرار الإنسان وإرادته نحو النجاح، ومثابرته وأخذه بالأسباب بصورة صحيحة، هذه هي الفوارق، وكل من يستشعر أهمية العلم سوف يتعلم، وكل من يتهاون ولا يستشعر أهمية العلم لن ينجح ولن يتعلم، والعلم يعطي من يعطيه، هذه حقائق ولا شك في ذلك.

فالذي أرجوه منك -أيها الفاضل الكريم- هو أن تبني إرادةً جديدةً، إرادةً قائمةً على التصميم، على العزيمة، على إدارة الوقت بصورة جيدة، وأن تستشعر الهدف وهو النجاح والتميز.

أنت لا شك أجدر مني بمعرفة أولوياتك، فإذا كنت ترى أن انتظار السنة القادمة هو الأفضل حتى تعود إلى سنة أولى، أو إذا كان هذا هو الحل الأخير فلا شك أن الالتزام بهذا الحل والسعي لتحقيقه سوف يكون هو الأفضل، أما إذا كانت هنالك أي طريقة أخرى لتدارك الرسوب الذي حدث بصورة أخرى فعليك أن تسعى نحو ذلك.

ولا أحد يستطيع أن يزرع النجاح في أي إنسان آخر؛ فالنجاح يتأتى بالشعور بالمسؤولية، ووضع الهدف، ووضع السبل التي توصل الإنسان إلى الهدف، ولا توجد أي وسيلة أو سبيل فيما يخص تحقيق النجاحات الأكاديمية غير الدراسة، والاطلاع، والتصميم والعزيمة، وأن أشعر بأني اليد العليا يد منجزة، والإنسان يجب أن يعرف أن سلاح الدين وسلاح العلم هما أفضل ما يمكن أن يتسلح به الإنسان في حياته، فكل الماديات تزول أو تنزع، ولكن الدين والعلم يبقى، فما دام لك الرغبة فسوف تنجح -إن شاء الله-، فقط اجتهد ونفذ، وكن ذا تصميم وعزيمة، ومن جانبنا نسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً