الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عـلـة وحـكمة حرمة الغـناء

السؤال

لماذا الأغاني حرام ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن الأغاني حرام لدلالة الكتاب والسنة وما ورد عن السلف الصالح لهذه الأمة:
فمن أدلة الكتاب قوله تعالى:وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ [لقمان:6].
قال ابن القيم في إغاثة اللهفان : ويكفي تفسير الصحابة والتابعين للهو الحديث بأنه الغناء، صح ذلك عن ابن عباس وابن مسعود رضي الله عنهم.
ومن أدلة السنة: ما رواه البخاري -تعليقاً- عن أبي مالك أو -أبي عامر الأشعري رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف. قال الحافظ ابن حجر والحديث صحيح معروف الاتصال بشرط الصحيح .
قال ابن القيم : وفي الباب عن سهل بن سعد الساعدي وعمران بن حصين وعبد الله بن عمرو وعبد الله بن عباس وأبي هريرة وأبي أمامة الباهلي وعائشة أم المؤمنين وعلي بن أبي طالب وأنس بن مالك وعبد الرحمن بن سابط والغازي بن ربيعة.
ومن أقوال السلف في تحريم الغناء:
ما ذكره القرطبي عن الإمام مالك -رحمه الله- أنه قال في الغناء: إنما يفعله عندنا الفساق. وذكر عن أبي حنيفة أنه يكره الغناء. وعن الشافعي -رحمه الله- أنه قال: الغناء مكروه ويشبه الباطل، ومن استكئر منه فهو سفيه ترد شهادته.
وذكر القرطبي نقلاً عن ابن الجوزي أن الإمام أحمد -رحمهم الله جميعاً- سئل عن رجل مات وخلف ولداً وجارية مغنية فاحتاج الصبي إلى بيعها فقال: تباع على أنها ساذجة لا على أنها مغنية، فقيل له: إنها تساوي ثلاثين ألفاً، ولعلها إن بيعت ساذجة تساوي عشرين ألفاً، فقال: لاتباع إلا أنها ساذجة.

قال ابن الجوزي : وهذا دليل على أن الغناء محظور، إذ لو لم يكن محظوراً ما جاز تفويت المال على اليتيم. الجامع لأحكام القرآن القرطبي 14/55-56
وقال الطبري : فقد أجمع علماء الأمصار على كراهة الغناء والمنع منه، وإنما فارق الجماعة إبراهيم بن سعد وعبيد الله العنبري.
هذا، ولابد من التنبه إلى أن المقصود بالكراهة في لسان هؤلاء الأئمة كراهة التحريم لا كراهة التنزيه، كما هو واضح من أقوالهم.
وأما الحكمة في تحريمه فتتمثل في أمور منها:
أولاً: أن الغناء وسيلة إلى الزنا، لأنه يحرك كوامن الشهوة في النفس.
ثانياً: أن الغناء يشغل عن ذكر الله، فلا يجتمع في قلب المؤمن حب القرآن وحب كلام الشيطان.. كما ذكر ابن القيم -رحمه الله-.
ثالثاً: أن الغناء ينبت النفاق في القلب.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني