الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مسائل في الطهارة والصلاة والصوم

السؤال

أنا فتاة تبت لله تعالى والحمد لله.
كل يوم أتذكر شيئا من معصية اقترفتها في الماضي فأعيد التوبة، ويوم أمس تذكرت أنني نزل مني المني في شهر رمضان، والله أعلم، ولا أعتقد أني كنت أعرف أن هذا مذي أم ودي أم مني؟ لأنه لم تكن لدي خبرة واسعة في هذه الأمور ولم أغتسل، فهل أنا مذنبة؟ وهل علي إعادة كل صلواتي في الماضي وصيامي، علما بأنني لا أعرف عددها، وحسب قول ابن تيمية رحمة الله أنه لا يجب علي الإعادة للجهل وعدم معرفتي بالحكم، وما حال صلواتي التي صليتها ببقية أيام السنة ولم أكن أعلم وجوب الاغتسال؟.
والسؤال الثاني: أثابكم الله في صغري لم أكن أصلي وأعتقد كنت أفرط في صلواتي ولم أؤدها بعد البلوغ، وتارة أفرط بها، ولا أتذكر هل كنت أصوم أم أفطر أوقاتا وأقضيها، وأعتقد فجأة بعد مدة بدأت بالانتظام بأدائها من غير توبة، فهل كانت صلواتي صحيحة؟ وكنت أؤخرها كثيرا إلى أن هداني الله تعالى وتبت قبل مدة قصيرة وأصبحت أؤديها في أوقاتها، ولكن بدأت لدي مشكلة الوسواس في الوضوء والصلاة فأقطع صلاتي بسبب الوسواس وأعيد وضوئي كذا مرة، ويشهد الله أني تعبت من هذا، خصوصا أوقات عندما تنزل مني الإفرازات أطيل البقاء في الحمام لنصف ساعة أو أكثر، أعيد الوضوء مرات عديدة وصلاتي تتأخر، فهل آثم على ما فعلت؟ أثابكم الله هل آثم على إسراف الماء في الوضوء بسبب الوسوسة وخوف من أن لا يصل إلى العضو كاملا؟
أرشدوني بالعلاج وأريحوا قلبي.
أيضا أصبحت أشك أنني أمارس العادة السرية؛ حيث أنني عند كل تبول أغسل فرجي بالصابون جيدا وأفرك المنطقة خوفا من النجاسة، وأحيانا عند نزول الإفرازات أضع أصبعي بالداخل كي أتأكد هل انقطعت عن النزول أم لا؟ فهل ما أفعله حرام؟ والله إنه بغير شهوة، وأيضا أصبحت أشعر بألم في جانبي الأيمن، وأوقاتا في عرق بالفرج أظنه المهبل، هل جنيت على نفسي؟!
ما هي الطريقة الصحيحة لغسل الفرج؟.
أيضا لدي سؤال أثابكم الله أنا أدرس بالجامعة أوقاتا تكون لدي محاضرات لأذان العصر فأضطر إلى صلاة الظهر في الجامعة، والمشكلة تكمن أنني عند كل صلاة أدخل الحمام وأتبول وأتوضأ، ودخلت حمام الجامعة فإذا هو قذر جدا، أقسم بالله أنني تبولت وغسلت نفسي وعندما كنت أريد التوضؤ كانت المغاسل وسخة وأماكن الوضوء غير نظيفة عليها الوسخ والغبار فاضطررت إلى الوضوء من المغسلة وأنا ضاغطة على نفسي، المهم كانت التجربة شنيعة خصوصا المرحاض سيئ ووسخ جدا، وصليت وقلبي ليس مرتاحا؛ لأني شعرت بأن النجاسة لامستني، وصليت وقلبي ليس مطمئنا وأعدت، وعندما عدت للمنزل اغتسلت وتوضأت وصليت.
المشكلة كانت أن الإفرازات في ذلك اليوم بدأت تنزل مع رائحة كريهة فخفت على نفسي.
سؤال هل يجوز أن أتوضأ من البيت وألبس فوطة صحية وأصلي بالجامعة وعند رجوعي للبيت أعيد صلاتي؟ لأني أخاف من هذه الإفرازات التي تصحبها رائحة كريهة.
وجزيتم خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فمن الواضح أن الوسواس قد بلغ منك مبلغا عظيما، والذي يتعين عليك لعلاج هذه الوساوس والتخلص منها هو الإعراض عنها، وعدم الالتفات إليها، وانظري الفتوى رقم: 51601.

وأما معاصيك الماضية فالحمد لله الذي تاب عليك منها، ولا يلزمك أن تتوبي من كل واحدة منها على حدة بل تكفيك التوبة العامة من جميع الذنوب والمعاصي ويمحو الله بها عنك أثر ما مضى من ذنوبك، وانظري الفتوى رقم: 186669، وأما ما ذكرت من احتمال خروج المني منك في رمضان فما دمت تشكين في هذا الأمر فالأصل عدمه، ومن ثم فصلواتك محكوم بصحتها ما لم يحصل لك اليقين بطروء ما يبطلها، وعلى تقدير خروج المني منك وأنك لم تغتسلي فلك سعة في العمل بمذهب ابن تيمية ـ رحمه الله ـ من أن من ترك شرطا من شروط الصلاة جهلا لا يلزمه القضاء، وانظري الفتوى رقم: 125226، وللموسوس أن يترخص بأيسر الأقوال دفعا للوسوسة ورفعا للحرج، وانظري الفتوى رقم: 181305.

وأما الاستنجاء فيكفيك فيه صب الماء على موضع النجاسة حتى يغلب على ظنك زوالها، ويكفي غلبة الظن ولا يلزمك استعمال الصابون ولا غيره، وانظري الفتوى رقم: 132194.

وأما الصلوات التي صليتها قبل بلوغك فلم تكن واجبة عليك، إذ التكليف لا يكون إلا بعد البلوغ، وما فرطت فيه من صيام أو صلاة قبل البلوغ فلا تأثمين به، ولم يكن يجب عليك إعادة الصلاة في الصورة المذكورة لأن الأصل أنه لم يصبك شيء من النجاسة، وعند الشك في إصابة النجاسة فالأصل عدم ذلك والحكم بالطهارة.

والحاصل أن كل هذا الذي تذكرينه مجرد وساوس فعليك أن تتركيها وتعرضي عنها ولا تبالي بها حتى يذهبها الله عنك بمنه، وانظري لبيان كيفية علاج الوسوسة الفتوى رقم: 51601.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني